التوازن ضرورة وليس ترف

Next to love, balance is the next important thing.   John Wooden 

يقال اعزائي القرآء، بعد الحب ان التوازن اهم شيء في الحياة، وبأعتقادي أيضا ان التوازن في حياتنا هو ضرورة وليس مجرد ترف، وربما لا اكون مبالغا اذا قلت انه ضرورة ملحة في عالم يملئه الكثير من الأحداث المتسارعة حينا والمتقلبة حينا أخرى. 
إن وتيرة الأحداث صارت سريعة، والمتطلبات صارت كثيرة، كما أن الالتزامات اليوم صارت كبيرة، ولا أعتقد أن هناك اثنان يختلفان في هذا الامر، وبالتالي نجد أن هناك زوايا في الحياة تجذبنا نحوها بشدة، فصرنا من فرط تركيزنا بها متناسين أن للحياة زوايا أخرى وان الحياة ليست لونا واحدا بل ان الألوان كثيرة عدة.
في هذه الأسطر ربما لن اعيد لك التوازن في حياتك، بل متأكد انني لن اعيد التوازن في حياتك، لأن الحديث في هذا الموضوع يطول، ولكن دعني اضع سؤالا لك: هل تعتقد انك تحيا الحياة بتوازن ؟
إن إجابتك عن هذا السؤال هو مؤشر مهم لمنحنى السعادة في حياتك، فكم هو مقدار السعادة في حياتك؟ سيرتبط الأمر بمقدار التوازن الذي تسعى لتحقيقه، والمحقق فعلا. 
إن الحياة ليست جمع أموال، وفقط، إن الحياة ليست عملك ووظيفتك والتزاماتها التي لا تنتهي، إن الحياة ليست مجرد تلبية متطلبات البيت والأسرة وتوفير احتياجاتها التي لا تكاد ترى لها نهاية، إن الحياة ليست مجرد لقاءات مجتمعية مع الأصدقاء والأحباب والشخصيات المؤثرة والهامة، مرة تلو مرة ويوم يلي يوم، إن الحياة ليست مجرد رحلات ومغامرات لاكتشاف الجميل والمثير، إن الحياة ليس ان تغلق الباب على نفسك لكي تغوص في قراءة كتاب تلو كتاب، إن الحياة ليس مجرد ممارسة تمارين الصباح في بداية كل يوم، والذهاب إلى نادي رياضي في المساء، إن الحياة عزيزي القارئ هو جميع ما ذكرت وأكثر بكثير، إن الحياة الطيبة تعني السعي المستمر لإحداث التوازن بين مجالات الحياة وجوانبها بالتزاماتها وايضا متطلباتها، وهذه الجوانب عديدة وتختلف من شخص إلى آخر، ولكن هناك ثمانية جوانب يشترك بها جميع الناس، وهي: 
الجانب الروحي، الجانب العائلي، الجانب الاجتماعي، الجانب الشخصي، الجانب المادي، الجانب المهني، الجانب الصحي و الجانب التعليمي، فهل انت من ضمن الأشخاص الذين يصنعون التوازن بين هذه المجالات؟، ام هناك بعض المجالات شدتك إليها فنسيت ان للحياة جوانب اخرى؟ 
هل تعتقد أن التوازن ضرورة ؟
ام مازلت تعتقد أن التوازن ترف لا داعي له؟
هل تشتعر انك مستمتع بالحياة؟ 
ام تشعر انك تطحن في فرامة الحياة؟ 

بقلم ا. محمد نزار محمد
13 سبتمبر 2021