آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-01:03م

ثورة الجياع.

الثلاثاء - 14 سبتمبر 2021 - الساعة 07:21 م

القاضي صالح النسري
بقلم: القاضي صالح النسري
- ارشيف الكاتب


عندما تنتفض الجماهير في كافة محافظات الجنوب وتعلن حالة الغضب الجماهيري ضد السلطة الفاسدة ودول التحالف المتمردة عن أداء واجباتها تجاه الشعب الجنوبي الأبي، فإنه لا يستطيع أحد أن يقف أمام هذا الغضب الهائج لا سلطة ولا دولة ولا دول متدخلة في شؤن اليمن جنوباً وشمالاً، وان ثورة الجياع سوف تنتزع حقوقها المشروعة المحرومة منها من قبل تلك الجهات التي تحارب هذا الشعب الطيب، والذي تقوده إلى الهاوية ونحو المستقبل المجهول، والقضاء على كل مظاهر الحضارة وتحويل المدن الجنوبية إلى قرى تعيش في ظلام دامس، والإبقاء فقط على نهب الثروات من الجنوب..

عندما تشعر الجماهير بان الفقر والجوع والعوز يقتحم منازلها ويصبح الفرد راعي الأسرة لا يستطيع ان يلبي طلبات أسرته بسبب الوضع المعيشي المزري الذي يعيشه أبناء الجنوب، والغلاء الفاحش وتدهور العملة وتدني الرواتب لجميع موظفي الدولة، فإن الحالة هنا تصبح مزرية ولا يستطيع أحداً أن يتحملها خصوصاً في ظل انشغال الدولة والحكومة في أمور لا تخص الشعب بل لإجباره على الركوع لها والاعتراف بها كدولة وحكومة في الخارج لا علاقة لها بالداخل الجنوبي، كل هذه الظروف والمآسي التي يعاني منها شعبنا الجنوبي ستجبره على الأخذ بخيار ثورة الغضب التي تنقذ أبناء المحافظات الجنوبية من شبح الجوع والفقر وانتهاء دور الدولة وتعيد لهم حقوقهم المادية والمعنوية، وتجعل دول العالم أن تعترف بقضية الشعب الجنوبي العادلة والتي لم تلاقي اي استجابة لا من قبل الدولة الحالية الحاكمة ولا من قبل الدول الكبرى..

إن خروج الجماهير الغاضبة إلى عواصم المحافظات الجنوبية يكون له مدلول تاريخي في حياة شعب الجنوب، بأن هذه الجماهير الجائعه تطالب بحق وقضية يناضل الشعب من أجلها منذُ سبعة وعشرون عاماً..

وعلى الجماهير عندما تخرج أن لا تعتدي على الممتلكات العامة ولا الخاصة وأن تعمل الجماهير على وقف تصدير النفط من منابعه ففي حضرموت من المسيلة، ورضوم ووادي حجر ومن الخشعة، وفي شبوة من بيحان وعسيلان والعقلة وان يوقفوا استخراج الذهب من مناجم الذهب في حضرموت والذي يُستخرج من منطقة شرق المكلا على بُعد سبعون كيلوا متر، وان لا يسمحوا للمتنفذين الشماليين الذين ينهبون ثروات الجنوب النفطية والذهب وغيرها من المعادن بحماية دول التحالف وحكومة الإخوان الفاسدة، وعلى المجلس الانتقالي أن يقف إلى جانب الشعب الجنوبي مع ثورة الجياع وان يشجعهم على ذلك وأن يغلق الحدود الجنوبية مع الشمال، وان يعلن حالة الطوارئ وان يمنعوا شاحنات النفط التي تنهب النفط من شبوة وحضرموت إلى مأرب، وان يعلن المجلس الانتقالي الإدارة الذاتية..

من خلال هذا كله اذا تم تطبيقه تطبيقاً صحيحاً سوف تتغير موازين القوى لصالح القضية الجنوبية ويتم الاعتراف بها من قبل معظم الدول الكبرى والدول غير الكبرى وسوف يأتي لا محاله يوم اعلان الدولة الجنوبية المستقلة عن الشمال، وسوف يعاد بنائها وبناء أجهزتها طوبة طوبة والفضل سيرجع لجماهير الشعب الجنوبي، لأنهم من قاموا بثورة الجياع عندما تنطلق كالسيل الجارف يأخذ كل من يقف أمامه..