في الحقيقة أن معاني مفردات اللغة العربية الكثيرة والكثيرة جداً لتعجز عن وصف الأوضاع المأساوية التي وصل إليها حال الشعب اليمني ..
فلقد وصل بنا الحال إلى ما لا يطاق..
غلى فاحش , انهيار للعملة بوتيرة متسارعة فاق كل التوقعات , تدهور تام للخدمات على كل المستويات, انتهاك صارخ للسيادة اليمنية , واحتلال سافر لأراضينا الغالية , مصادرة واضحة لثرواتنا الطبيعية تحت الأرض وفوقها , تعطيل متعمد لمنافذنا البرية والبحرية والجوية , فواجع تفوق الخيال , وغدر لا يطاق ممن ظننا فيهم النصرة والنجدة والمعونة على فئة باغية انقضت على السلطة على حين غفلة من الشعب اليمني , واستهتار بحياتنا وأدميتنا وكرامتنا ومصادرة حقوقنا ...
في الوقت الذي ظننا فيه أن تلك اليد التي امتدت الينا إنما امتدت لتنقذنا , وأن الشراع الذي رمي إلينا هو حبل النجاة لنا وأن الهبة التي حصلت هي لأجل حقوق الجيرة والأخوة والنصرة !!
ولكن..
وآه من لكن !!
يصدق في حالنا قول الشاعر دعبل الخزاعي :
المستجير بعمر عند كربته ** كالمستجير من الرمضاء بالنار .
فلم نكن نتوقع أبداً أبداً أن يتأبط التحالف كل هذه الخيانة للشعب اليمني , لم نك ندرك كم هو الحقد الدفين الذي يضمرونه لنا حتى دمروا _ وبتعمد_ كل البُنى التحية للشعب ومزغوا نسيجه الإجتماعي , وزرعوا بذور الفرقة والخصام بين الإخوة , وعمقوا هوة الخلافات إلى درجات يصعب تلافيها !!
لم يخطر ببالنا إطلاقاً إطلاقاً أن تأتي هذه الطعنة النجلاء من الأشقاء في التحالف!!
فلقد آذيتمونا كثيراً أيها الإخوة الأعداء ..
لقد شطحتم بعيداً بعيداً في إهانة الشعب اليمني العظيم وإذلاله ..
لقد وصل بكم الاستخاف مبلغا لا يطاق..
فعلامَ كل هذا الإيذاء المتعمد للمواطن المسحوق أصلاً منذ فجر الثورة وطرد الإمامة؟
ألم تكن سبع سنوات عجاف كافية لتفريغ ما تكنه صدوركم من حقد وغيظ وحنق لهذا الشعب المطحون ؟
ألا تكفيكم تلك الأعوام للانتقام منا ؟
ألا تهز مشاعركم _ إن كان لكم مشاعر أصلاً _ تلك المناظر المحزنة الكئيبة البئيسة للأطفال والنساء وكبار السن وهم في تلك الصور التي يندى لها الجبين !!
أيسعدكم أن تروا حالنا هكذا ؟
أيثلج صدوركم أن يبلغ بنا الأمر أن تأكل فئة واسعة من الشعب من براميل القمامة ؟
أتمتعكم رؤية أشلاء الضحايا المتطايرة هنا وهناك وهنالك ؟
تباً لكم وألف تب ..
لقد انقشع الغبار وانجلى النهار وظهرت الأسرار ...
فأنتم أنتم من أشعلتم أوار الحرب , وأنتم من أجج لظاها , وأنتم من يحرص على بقاءها واستمرارها لا لشيء ...إلا لأجل الانتقام من الشعب اليمني العظيم .
فلا تمتحنوا صبر الشعب ..
فالشعب اليوم لم يعد له شيء يخاف عليه لأنه فقد كل شيء .
فاحذروا غضبة الجوع التي لا ترحم .
ألا تفهمون ؟
هذا هو حال الشعب مع تحالف ظن فيه النصير ..فبئس النصير !!
أما حال الشعب مع قيادته التي اختارها ويظن فيها الخلاص !!
فلا حديث عنهم لأن الطعن في الميت حراااام
فيكفي حكومتنا الموقرة شرفاً
أنها تمنح التحالف الشرعية ليمعن في إيذائنا..
فليستيقظ الشعب من سباته ويلملم جراحة ويبدأ مشوار الخلاص.
