آخر تحديث :الأربعاء-17 أبريل 2024-01:30ص

أبناء حي السلام .. لقد دخلتم التاريخ

الإثنين - 13 سبتمبر 2021 - الساعة 04:49 م

أحمد عمر باحمادي
بقلم: أحمد عمر باحمادي
- ارشيف الكاتب


هنا يُكتب التاريخ، هنا تنحني الهامات، هنا ترفع القبعات، هنا شباب حي السلام الذين دخلوا اليوم قصرَ التاريخ من أوسع أبوابه، وأوسع أبواب التاريخ كلمة الحق التي تُقال أمام سلطان جائر ، ليس فقط سلطان جائر بل ومسئول متسلط وتاجر عديم الرحمة والشفقة، وأعوانُ فساد استأسدوا حينما لم يجدوا من يقول لهم : قفوا وكفى.

اليوم وبالرغم من التخريب المبرّر نرى لوحة تخرج من بين ركام التراب، من بين تلك الحجارة التي ارتصّت في الشوارع وهي ترسل رسالة أن كونوا يداً واحدة وارتصوا كما ترتص تلكم الأحجار.

غضبٌ آن له أن يكتسح كل ظالم، ويسكت بصوته الهادر كل عربيد مطبّل، إلى متى وأنتم صامتون ؟ .. إلى متى وغبار الذل ينضح من وجوهكم الشوهى ؟ إلى متى تسكت الآساد عن الزئير حتى وإن خُنقت حناجرها ؟.

صباح المكلا اليوم ليس كأي صباح، صباح مخضّب بالحرية، منقوش بزخارف الكرامة، مزين بفسيفساء التكاتف والتوحد على الظالمين المستبدين.

أُغلق الميناء في خطوة هي الأولى من نوعها يقوم بها الشباب، هذا الميناء الهام الذي طالما بات يدرّ الملايين بل المليارات من الريالات ولم يُرَ لها أثر في تحسّن حياة الناس أو تغير أحوالهم على مدى سنوات وسنوات، ولو أنه تُرك للكوادر النزيهة ليتم تشغيله حق التشغيل لكان الحال غير الحال، لكنها أيدٍ آثمة نالته بالإهمال والتعطيل كما بقية موانئنا وشركاتنا النفطية وحقولنا ومنافذنا ومطاراتنا وبحارنا وشواطئنا وجزرنا ... إلخ.عُطّلت البلاد في مفاصل محورية هي أوفر ما سيدر عليها من الإيرادات لو أنها تُركت وشأنها، لكنهم لما رأوا أن الخطام سينفك من أنف البعير وينفلت القياد، أشبعونا وعوداً براقة وكلمات كاذبة جوفاء ولم يفعلوا لنا أي شيء سوى مسابقات نقش الحناء وإغاثة جوفاء واهمة عوّدت أيدينا على الطلب والاستجداء، وصور يلتقطونها لبقايا حيوات بائسة يتاجرون بها في أسواق النخاسة الدولية وعلى منابر الإعلام ( الناس للناس والدنيا بخير ) ! فأي خير رأيناه منهم ؟!.

( زعموا ) في يوم من الأيام أنهم سيجعلون من المكلا وعدن ( دبيّـتان ) ـ مثنى ( دبي ) ـ لكننا لم نرى فيهما إلا الكساد والأنين، وبدلاً عن ( دبي ) المدينة المزدهرة وجدنا أن قد دبّ فيهما بسببهم كل فاسد وفاسق، ودبّت فيهما الأمراض والأوبئة، ودبّ فيهما الجوع والفقر والموت والحرارة وانقطاع الكهرباء والمشتقات وانعدام أسباب الحياة أجمعها.

لفتة جميلة أضاءت المكلا اليوم، وهي المسيرات الطلابية، وهذا يرجعنا إلى زمن كانت فيه الحركات الطلابية بمثابة وقود للثورات في الدول العربية والإسلامية بل وفي دول الغرب والشرق، فلطالما كان الطلاب هم الطاقة المجلجلة ووقود التغيير وأدوات الهدم التي تهدم كل واقع فاسد، 

فآن للطلاب أن يثوروا في كل قرية ومدينة، فلا عذر لكم بعد اليوم وقد شهدنا بداية المسيرة، وأول المطر قطرات تتتابع لتستحيل سيلاً عرمرماً.

وفي الختام : رسالة نبعثها إلى من ينكرون دور الإعلام ويهونون من دور الكتّاب، ويتهمون الإعلاميين ويعتبون عليهم أنهم مطبلون ومبقبقون ولا يفعلون شيئاً سوى الكلام والهدرة واللحي الفاضي،

نقول لهم : إن هؤلاء القوم على ثغرة هامة جداً .. هم يفعلون ما يجيدون، فماذا أنتم فاعلون ؟ دور الإعلام كبير في خدمة أية قضية عادلة، وقول كلمة صادقة ووقوف مع الحق خير من سكوت تكون عاقبته استمراءً للسلبية المقيتة وموت للضمير وكره لكل من يرمي بحجر ولو صغير في المياه الراكدة ( فأقلّوا اللوم يا عاذليه لا أباً لكم أو فسدّوا المكان الذي سدّوا ).