مثل شعبي متداول في الغالب بالعراق والكويت ويعني الفوضى والتزاحم وعدم الوضوح ، فحينما تقول على سبيل المثال ذهبت الى الصيدلية أو الفرن وجدتها ( صايرة مردويس ) ، أي طوابير كثيرة غير منظمة ومفهومة من الأفراد .محطتنا اليوم عن مراجعة المواطنين في بغداد للحصول على تطعيم باللقاح ضد فيروس كوفيد 19 ( كورونا ) .تقول احدى المواطنات انضممت لطابور المواطنين في أحد المراكز منذ الساعة السابعة صباحا حيث لم نجد سوى موظف استعلامات قروي لايحسن الحديث والتعامل الحضاري والانساني و( صايرة مردويس ) ، وطلب منا الجلوس في ساحة خارجية وبقينا هكذا حتى اشتدت علينا حرارة أشعة الشمس ، وبدأت الأعداد تتزايد وطال الانتظار وبتنا ( مردويس فوك مردويس )!!. وفي هذه الأثناء اعترض بعض المواطنين وتشاجر أحدهم مع العاملين ،ثم بدأت المفاجآت البهلوانية كنتائج للفساد المستشري ، حيث تم تسريب (47 ) بطاقة وتم بيع الواحدة بـ ( 50) ألف دينار ، وبعد شعوري باليأس ولكوني موظفة اضطررت للتسليم بالأمر الواقع ،وقمت بشراء واحدة حتى أستطيع الدخول لمحل عملي حيث تنص التعليمات على وجوب أن يكون الموظف حاصلا على التطعيم.ياسيدتي إن هذا ( المردويس ) ماهو الا نقطة في بحر ( المراديس ) التي عمت أغلب مرافق الدولة وحتى القطاع الخاص ، وهؤلاء مصاصو الدماء بدلا من تفعيل الجانب الانساني والروحي واستحضار قدرة عظمة الخالق ازاء عجز علماء الألفية الثالثة عن التصدي بحزم وسرعة لهذا الفيروس ، تجدهم يستغلون الأوضاع ويتعمدون الايغال في ( المردسة) لتحقيق غاياتهم الدنيئة .أيها الفاسدون ..أيها المسؤولون ...اتقوا الله ولو لحين انجلاء هذا البلاء ، فإن عجزتم ولم تقدروا ، فاعلموا أن طوفان الشعب قادم لامحال ولن ينجو احد منكم ، وستعلوا استغاثاتكم من تحت أقدام المظلومين دون أن تروا النور وانتم تولولون ( صايرة مردويس..صايرة مردويس )!!.