آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-12:46م

المكلا .. وفيات كثيرة وثورة للجياع

السبت - 11 سبتمبر 2021 - الساعة 09:05 ص

أحمد عمر باحمادي
بقلم: أحمد عمر باحمادي
- ارشيف الكاتب


ذكّرنا عدد الوفيات الكثيرة بمدينة المكلا يوم أمس بما حدث في عدن قبل حوالي العام حيث انتشرت الحميات القاتلة والأمراض المواكبة للصيف والحرارة مع بدء ظهور وتفشي مرض كورونا، حيث اكتظت المستشفيات والمستوصفات بأعداد مهولة من المرضى، وكانت القبور تُحفر بأعداد كبيرة وبشكل مستمر حتى أوشكت مساحات المقابر على الامتلاء بل امتلأت فعلاً، وارتفعت قيمة القبور ودخلت مجالات من الغلاء الفاحش.

ما حدث بالأمس ويحدث اليوم من كثرة الأموات وانتشار للحميات سواءً في المكلا أوغيل باوزير أو في أي منطقة من مناطق حضرموت خاصة واليمن عامة عزاه الكثير من المتابعين إلى تدهور الأوضاع الصحية وازدياد درجات الحرارة وارتفاعها إلى مستويات عالية، يواكبها انقطاع متواصل في التيار الكهربائي وغياب للكهرباء لساعات طويلة جداً، ربما شملت تلك الانقطاعات في مجملها أغلب ساعات اليوم.

إضافة إلى ذلك تشهد الظروف المعيشية لدى المواطنين تردي كبير في أغلب الخدمات مع تدهور متسارع للعملة الوطنية أدى إلى ارتفاعات عالية في الأسعار للمواد والسلع  الأساسية، مع تأخر الرواتب وضآلتها نتج عنه مستوى مهول من المعاناة وانتشار الفقر والعوز والفاقة بين طبقات المجتمع الذين يقبع العديد منهم تحت خط الفقر،

وسط تقاعس كبير وغير مبرر وصمت مريب من قبل السلطات المحلية والجهات المختصة عن عمل أي حلول أو معالجات تعمل على التخفيف من آثار ما يحدث اليوم لهذا الشعب المنكوب.

تفشي الفساد وتغوّله بين مسئولي الحكومة وكافة مفاصل الدولة وعمليات النهب المنظمة وسرقة المال العام وثروة المحافظة، وتضافر التجار ضد المواطن المسكين برفعهم للأسعار دون رحمة أو شفقة كل ذلك ساهم في تفاقم حالة الفقر لدى المواطن، مما ينذر بثورة جياع قد بدأت نذرها تظهر من خلال الاحتجاجات والمظاهرات المنددة بالوضع المعيشي عامة.

وقد بدأ بالفعل شباب حي السلام بالمكلا بخطوات تصعيدية نحو البدء بثورة جياع مطالبين بحقوقهم المكفولة كما جاء في بيانهم الذي صدروه عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي، آخذين بذلك قصب السبق على كافة المناطق التي يسودها الصمت والسلبية القاتلة حتى يتحفز بقية الشعب بالتحرك للمطالبة بحقوقهم الضائعة والقصاص من حكومة تركت الشعب على حافة هاوية سحيقة يدنو من السقوط إليها يوماً بعد آخر.