آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-04:36ص

هؤلاء من يكتبون تاريخهم بانفسهم!

الخميس - 09 سبتمبر 2021 - الساعة 07:07 م

علي منصور الوليدي
بقلم: علي منصور الوليدي
- ارشيف الكاتب


سجن لأكثر من ثلاثين عاما في زنزانة انفرادية مظلمة واستهلك في اتونها الظالمة أجمل سنين عمره .. خلالها قطع عنه اتصاله بشعبه وذويه ومحبيه .. وانهكت صحته ودمرت علاقاته الأسرية بعائلته وذويه .. لكنه ظل صامدا كالطود الشامخ يهابه كل من يعتلون كراسي نظام التمييز العنصري الرعاديد وكل سجانيه الأوغاد .. حتى خرج من بوابة زنزانته المظلمة كالاسد الأصهب حين يخرج من عرينه .. لكنه كان اسدا اسمرا مبتسما حاملا غصن الزيتون على كفه مسالما متسامحا .. مستوطنا قلبه وضميره وطنا كبيرا وأمه واحدة .. ليعتلي كرسي رئاسة جنوب أفريقيا الجديدة زعيما متوجا .. معلنا نهاية نظام عهد التمييز العنصري "الابارتايد" إلى غير رجعه وطى صفحات ماضيه المأساوي الأليم.
وبدايه عهدا جديدا من التصالح والتسامح والوئام الاجتماعي في وطن يتسع للجميع.. وحكم لولاية انتخابية لفترة رئاسية واحدة.. تاركا لغيره من جيل الشباب قيادة شعب ووطن جنوب أفريقيا الجديدة.. متوجا تاريخه النضالي كبطلا وطنيا وعالميا بامتياز ونال جائزة نوبل للسلام .. وتوفي نيلسون مانديلا في 5 ديسمبر 2013 محاطا بعائلته في منزله بجوهانسبرغ متأثرا بعدوى في الرئتين التي عانى منها طويلا. وفارق نيلسون الحياة حوالي الساعة 20:50 بتوقيت المحلي (UTC+2)، وأعلن عن وفاته الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما، من خلال بيان قال فيه "بني وطني جنوب إفريقيا: لقد وحدنا نيلسون مانديلا وسوف نودعه موحدين وأعلن الحداد في البلد لمدة 10 أيام.
ونصب له بعد وفاته أكبر وأشهر تمثال في قلب العاصمة "جوهانسبرج" حيث كان يوجد منتصف خط التمييز العنصري الذي كان يفصل ويمنع الاختلاط بين السود والبيض ليعتلي تمثاله أشهر ساحة تعرف اليوم بساحة "نيلسون مانديلا" كرمزا للحرية والعدالة والتصالح والتسامح والوئام وكمؤسسا لجنوب أفريقيا الجديدة .. وليظل نيلسون مانديلا رمزا أمميا بلا منازع خالدا ابديا في ذاكرة شعب جنوب أفريقيا وشعوب المعمورة قاطبة المحبة والتواقة للحرية والتسامح والوئام والأمن والسلام.
فيا ترى متى ستزين ساحات عواصمنا العربية وما أكثرها بتمثالا جميلا لمناضلا عملاقا وزعيما خالدا كهذا؟!