من مفارقات زماننا العجيب الذي نعيشه إن كل ما في هذا الوطن ضده.. فقد تكالبت عليه أتراح وأحزان ومآسي حتى إن كل شيء يتآمر عليه وعلى أهله من الحكام وهم كثر اليوم إلى وإلى … إلى الطبيعة.
أسف إن مأساتنا تكمن في أننا نرفع جلادينا على أعناقنا ونهلل لهم حتى صدقوا انهم ( المنقذون المختارون) فعاشوا أدوارا لا تليق بهم وبلغ حال البلاد ما لم يبلغه يوما من المهانة والعجز والفشل!! والأغرب في الأمر أن البعض مازال مصدقاً حد اليقين أن هؤلاء ( قادة) وقادرون أن يحدثوا الفارق الإيجابي رغم مرور سنوات سبع عجاف وإنهم سوف يحررون الوطن ( والتحرير المقصود ليس فقط من محتل .. بل من أشياء كثيرة كالجهل والفساد والمناطقية والولاءات الضيقة واستغلال الوظيفة العامة لتحقيق السطوة والثراء.. والذاتية ومصادرة حقوق الناس وحرياتها وقمع الرأي الآخر ونهب الموارد والإثراء غير المشروع) على حساب شعب بأكمله يتضور جوعاً وفقراً ويفتقد لراتب كان بالكاد يسد رمقه فسرق وضاع.
أنني ومثلي كثيرون نخجل ونحن نسمع مفردات ومقولات يرددها مطبلون مع مايفترض مجازا ( ومع الاعتذار) كاوصاف ( القائد والبطل والمناضل…. الخ) أخجل حين تطاول رؤوسهم زيفاً ونفاقاً رؤوس أولئك القادة الأبطال الحقيقيون أمثال ( جمال عبد الناصر ونيلسون مانديلا والمهاتما غاندي ومهاتير محمد وغيرهم ممن كانوا قادة التحرر والتغيير والنهضة لأوطانهم .. أولئك الذين لم يتقاضوا ثمنا لنضالهم ولم يورثوا أبناءهم خيرات الوطن ومناصب الدولة بل ورثوهم محبة واحترام شعوبهم.
هؤلاء هم القادة الذين كانوا أحرارا وذوي إرادة ليسوا ممن راهنوا إرادتهم وقرارهم ومصالح بلدانهم وقبضوا الثمن مرات ومرات وبأدوار مختلفة فهم الثائرين وهم المناضلين وهم حكاماً ومعارضين إلى ما شاء الله وحتى قيام الساعة.
مهزلة ولعل الأمر والأدهى حين نسمع عبارة ( قائد بحجم وطن)!!! الأكيد فعلا انه لدينا قادة بحجم هذا الوطن المدمر المرتهن المطحون المغدور.. هنا فعلا ينطبق الوصف ويصبح قائدا ًبحجم كارثة الوطن.. في وضعيه هذا الوطن البائس المريض الذي يكابد كل أنواع الأسقام ومضاعفاتها وأولها ( قلة حياء مسؤولية وفسادهم)
نعم.. لايمكن لأي فطن أو خارق الذكاء في وطن تتلاعب به الأهواء والولاءات لغير الوطن وأهله أن يتكهن أو يستنتج أو يفهم إلى أين يتجه الوضع في اليمن عموما؟؟؟؟ وإلى أين ومتى وعلى من سيرسوا المزاد أو الصفقة وبأي ثمن بخس ..الا تخجلون ؟؟؟!!!!
