آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-10:34ص

ما وراء خبر العطاس !!

الثلاثاء - 07 سبتمبر 2021 - الساعة 11:32 م

د. سعيد سالم الحرباجي
بقلم: د. سعيد سالم الحرباجي
- ارشيف الكاتب


يطالعنا الرفيق حيدر العطاس هذه  الأيام بموضوعات ذات حساسية عالية جدا ...ويبدو أنه _ ومن خلال برنامجه الذاكرة السياسية_  مصمم على نبش الماضي بكل مساوئه..

نحن وبكل تأكيد لسنا مع إخفاء الحقيقة المُخْفَاة لعقود من الزمن  عن الأجيال الصاعدة..
فكلما اعْتِمَلَ في تلك المرحلة المليئة بالمآسي والأوجاع والتأوهات والأنات والزفرات والتصفيات مدوّن على صفحات التاريخ لن يطويه النسيان ...وليس لأحد أياً كانت مكانته أن يرميه في سلة المهملات إلا أصحاب الحق أنفسهم .

لكن السؤال الذي يبرز هنا  في مثل هكذا مناولة لموضوع حساس جداً وفي توقيت دقيق ..
ماذا وراء النبش لتاريخ دموي في مثل هذه الأيام وعلى شاشة قناة العربية ؟

يبدو أن وراء الأكمة ما وراها وأن البكاء ليس لهذا الميت 
وأن البوح بمثل هذه الأخبار الصادمة للبعض لا تنبئ عن صحوة ضمير للرفيق العطاس بعد مرور عقود طويلة من عمره ومرور عقود كذلك على تلك الأحداث !!

لا شك أن تحقيق العدالة الإجتماعية أمر لا مفر منه أبدا أبدا ..
لأن الجرائم في القانون لا تسقط بالتقادم والضحايا لن يصمتوا عن حقوقهم وإن كرت عليها الأعوام .

لكن أن يتحدث شخص بحجم العطاس_  الذي يحظى بإحترام أفضل من غيره _  وفي هذا المنعطف التاريخي الخطير وبأشياء دقيقة ودقيقة جداً..
أظن أن المخرج لديه فصل مسرحي جديد من خلاله يريد تمرير مشاريع أكثر إضراراً بالشعب وأشد إيلاماً بالمجتمع وأبشع فتكاً بتمزيق النسيج الإجتماعي الممزق أصلاً .

إن مما يؤسف له _ والشعب اليمني تطحنه رحى حرب نزغ عباد الكراسي _    أن يطل علينا العطاس بمثل هذه الأخبار ..في الوقت الذي كنا نتمنى فيه أن يقول كلمة حق في هذه  الأحداث المأساوية التي تشهدها اليمن اليوم وأن تكون له كلمة واضحة وموقف صلب وقرار شجاع لوقف هذه الحرب العبثية التي دخلت عامها السابع , وأن يبحث عن الشرفاء على امتداد اليمن ليشكلوا جبهة موحدةو عريضة لوقف عبث الأطراف المتصارعة , ولخروج اليمن من المأزق الذي وقع فيه .

لا أظن أن العطاس سيضيف شيئاً جديداً لأن كل الأحداث التي مرت مدونة ومسجلة ومكتوبة ..
وكثير ممن اغترف تلك الجرائم لا يزال على قيد الحياة وباستطاعه أسر الضحايا أن يقاضوا غرماءهم وبكل سهولة إذا استقرت الأمور .
لكن ما يتراءى في الأفق أن هناك محاولة لخلط الأوراق ولإثارة الغبار في سماء الأجواء الملبدة أصلا بالغيوم حتى تحجب الرؤيا عن الحقيقة المؤلمة لأوضاعنا في اليمن ..
وكذلك لإشغال الرأي العام بقضية ليس لها ارتباط ولا تخدم عملية خروجنا من هذا النفق المظلم .

لذلك يجب على النخب السياسية والمثقفين ونشطاء وناشطات وسائل التواصل أن يشكلوا تكتلاً عريضاً يشمل كل أطياف المجتمع لوقف هذا العبث الحاصل بالشعب  اليمني وأن ننأى بأنفسنا عن إجترار  صراعات الماضي وبالذات في مثل هذه الظروف التي نمر بها وأن نكثف جهودنا لفضح لوبيات فساد اليوم الذين يتخندقون وراء هذه الحرب اللعينة لكسب مآرب خاصة .

فإلى لاعبيِّ اليوم ...بل إلى مجرمي اليوم .
خذوا من التاريخ عبرة 
اليوم ينبش تاريخاً مخفياً لعقود من الزمن ...
وجرائم اليوم مدونة في سجلات المخابرات العالميةوالمحلية  ...ستخرج في يوم من الأيام إلى العلن وسيأتي وقت الحساب ..
فكم نتمنى من الجميع _ تحالف وأطراف محلية متصارعة _  أن يراجعوا حسابهم  وأن يراعوا وضع الشعب الذي فاق كل التوقعات ..
فكفى عبثا بالمواطن الغلبان ...فالوضع الذي يعيشه الشعب اليمني كاااارثي بكل ما تحمله الكلمة .