آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-12:26ص

وتبخرت أوهام أمريكا

الثلاثاء - 07 سبتمبر 2021 - الساعة 05:20 م

الخضر محمد ناصر الجعري
بقلم: الخضر محمد ناصر الجعري
- ارشيف الكاتب


قبل يومين قال رئيس هيئة الاركان المشتركة الامريكية مارك ميلي  في حديث لشبكة "فوكس نيوز" من أن أفغانستان تواجه خطر الانزلاق في حرب أهلية أوسع نطاقا من شأنها أن توفر أرضا خصبة "للإرهاب" وإعادة تشُكل لتنظيم "القاعدة" أو تنامي تنظيم "الدولة الإسلامية" أو "مجموعات إرهابية أخرى".

وقبلها بشهور قالت مؤسساتهم الامريكية بان حكومة اشرف غني في كابول الموالية للأمريكان ستصمد في حدود عامين نظرا لما تمتلكه من اسلحة وذخائر وقبل سقوط كابول بأسبوع قالو ا بان حكومة كابول تستطيع الصمود  90 يوماً  تجاه هجوم حركة طالبان.. لكن كل هذه الاوهام تبخرت وسقطت كابول خلال اسبوع من تقدم  حركة طالبان .

ومع رفض المتمرد احمد مسعود دعوة حركة طالبان للانضمام الى تأليف حكومة وطنية تضم الجميع وتصريحاته المتعجرفة من انه حتى لا ينظر الى عروض حركة طالبان فقد احيا مسعود آمال انتقام امريكا من حركة طالبان وظنوا بانهم قد وجودوا ضالتهم في مسعود ليستخدموه كحصان طروادة مما حدا بمارك ميلي ان يصرح هذا التصريح المتفائل لشبكة فوكس نيوز ,لكن طالبان لم تتردد فبعد فشل المحادثات والوساطات مع مسعود حسمت امرها وتقدمت بقواتها نحو بانشير الاقليم الوحيد المتبقي خارج سلطة حركة طالبان لتخوض معارك  قاسية وتسقط الولاية في قبضتها في اقل من اسبوع , هكذا كان رد طالبان على تخرصات المسؤولين الامريكان ليسقطوا اوهامهم ويدمروا  احلامهم بالضربة القاضية. 

ولتظهر الحركة لأحمد مسعود ولمن خلف مسعود بان الزمن قد تغير  وان عام 2021م ليس كعام 2001م  وان الحركة قد اكتسبت من الخبرة  العسكرية والنضج السياسي ما يمكنها من فهم الواقع الافغاني وقراءة الوضع الاقليمي والدولي بكل دقة ,وان الحركة التي قاتلت ضد 40 دولة واجبرتها على الخروج من افغانستان لقادرة على حسم المعركة مع احمد مسعود  وان الفرصة التي اعطيت لمسعود لن تكررها بل ستتجه الى معالجة القضايا المهمة والاساسية لحياة ومعيشة الافغان الذين يتطلعوا للأمن والاستقرار وادارة دفة البناء وعجلة التنمية بعد ان اثخنتهم الحروب وفي ظل تفهم من قبل دول الجوار بأهمية التعاون لجعل افغانستان اكثر استقراراً.

 وكان الاجدر بأمريكا ان تساعد حركة طالبان على ضبط الاوضاع  وتشجيعها على ان لا تكون افغانستان  ملجأ لإقامة او تمدد الارهاب لأنها الاجدر على ضبط الاوضاع الا ان قراءة امريكا لأفغانستان كانت دوماً خاطئة.