آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-07:13ص

الرحيل من بالحاف ..

الثلاثاء - 07 سبتمبر 2021 - الساعة 04:44 م

جمال لقم
بقلم: جمال لقم
- ارشيف الكاتب


في 26 أغسطس 2019م أعلنت قوات الشرعية سيطرتها على كافة مناطق و مديريات محافظة شبوه بعد هزيمة دراماتيكية لقوات النخبة الشبوانية و البالغ عدد أفرادها أكثر من سبعة ألآف جندي كانت قد دربتها و سلحتها دولة الإمارات وتسيطر على معظم مناطق شبوه منذ العام 2017م ، وعلى الرغم من أن الإمارات كانت تراقب الموقف عن كثب و تشاهد هزيمة حلفائها الا أنها لم تتدخل ، بل و غضت الطرف عن قوات الشرعية حين أنطلقت صوب عدن الا أنها واجهتها بضربة جوية في 28 من أغسطس عندما وصلت إلى مشارف العاصمة عدن وهو الأمر الذي يبدو أن هناك كانت نقاط وحدود مرسومة ومتفق عليها مسبقاً وكان ذلك واضحاً في ردود أفعال الحكومة والأحزاب المنطوية فيها و التي لم تكن على مستوى الحدث وكذلك في ردة فعل القوات الشرعية نفسها ، فقد كانت بالحاف و العلم أقرب الطرق لتصفية الحسابات مع الإمارات  وكردة فعل طبيعية تجاة الضربة الجوية لقواتها في العلم إلا أن أي من ذلك لم يحدث .. ولتفسير ماحدث فالكبار قد أتفقوا مسبقاً على أهداف الخطوة والغرض من تحريكها فكانت شبوه مقابل سقطرى التي أسقطت بيد قوات الإنتقالي الموالية للإمارات ..

وكما أسلفت مسبقاً فأن صمت الشرعية عن خسارة قواتها في العلم بفعل الضربة الجوية و صمتها على بقاء بالحاف بيد الإمارات طيلة الفترة السابقة و كذلك صمت المجلس الإنتقالي لعملية الصدمة و الهزيمة لقواتها في شبوه يؤكد أن هناك مقايضات تمت و الكل اكتفى بسيطرته الجديدة ..

  على إعتبار أن الإمارات ثاني دول التحالف و إحدى دول الرباعية المختصة بالملف اليمني و تحت البند السابع فهي تنفذ السياسة و الخطوط العامة لتلك الدول جمعا و ليست بعيدة عنها و ما يجري من عملية تبادل للسيطرة على المناطق و تحريك البيادق الداخلية ماهي الا إعادة رسم للخريطة على الواقع ..

  ما يحصل اليوم في شبوه تجاه قضية منشأة بالحاف لن يحل الا عبر توافق الكبار و لعل زيارة دبلوماسيين إماراتيين للدوحة و أنقره تؤكد ذلك ، كما أن الزيارات تلك تؤكد تماماً عن قرب رحيل الإمارات من المنشأة لكن لن يتم ذلك إلا بتنازلات على الأرض من الطرف الآخر ، و من المؤكد أن هذا التنازل لن يكون في شبوه و سيكون في مناطق أخرى لعل من أبرزها تعز و سيطرة جديدة لقوات لقوات طارق عفاش .. فهل ستضحي الإمارات بلواء النخبة الموجود في المنشأة ليحصل طارق على مساحة و سيطرة و تمكين جديد ؟ و هل سترضخ الشرعية وتقدم تنازلات تبدو أنها كبيرة في مقابل سيطرتها على بالحاف ؟ أم أننا على موعد لمواجهات جديدة سيكون الخاسر الأول فيها أبناء شبوه و الدماء الشبوانية !!