آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-02:06م

تعقيبا على ما تجناه العطاس .. البيض برئ من قتل عبدالفتاح اسماعيل

الإثنين - 06 سبتمبر 2021 - الساعة 02:55 م

احمد عبدالله المجيدي
بقلم: احمد عبدالله المجيدي
- ارشيف الكاتب


 

  

  تابعت مثل غيري الحلقات التي تبثها قناة ( العربية ) مع الاخ حيدر العطاس تحت عنوان ( الذاكرة السياسية ) ، و مع انني من الناس الذين لا يحبذون نبش الماضي لاغراض سياسية و جعله مدخلا لمزيد من الاحتقان خاصة في مثل هذه الاوقات العصيبة التي يمر بها وطننا و شعبنا ، و حاجتنا الماسة لمعالجة الحاضر ومداوات جروح الماضي الملئ بالمرارة و فتح افق المستقبل في ظل حرب جائرة اكلت الاخضر و اليابس و ادت الى اوضاع كارثية يكتوى بنارها المواطن اليمني اينما كان ، فأن استرجاع تاريخ التجربة في الجنوب و على لسان العطاس و بالاعتماد على ذاكرته ليس اوانها الان ، كما وانها جاءت لاغراض مبيتة لا تخفى على احد .
ولكن ما دفعني للكتابة عما قاله حيدرالعطاس في سياق حديثه عن الاحداث والصراعات الموءلمةالتي عصفت بجنوبنا الحبيب و كان ذروتها الاحداث المؤسفة في١٣ يناير ١٩٨٦ م . فقد اتهم العطاس الاخوين علي سالم البيض و سعيد صالح سالم بقتل الاخ عبدالفتاح اسماعيل .  ولاننا كنا شهودا على الاحداث و قريبين منها بشكل مباشر فإننا نستغرب هذا الاتهام بل و نستهجنه الا ان يكون الاخ العطاس قد اختلطت عليه الاحداث و الاسماء بحكم عامل السن و هو ما يتوجب منه تصحيح ذلك و الاعتذار عن ما بدر منه .

واتذكر جيدا ان الاخ علي سالم البيض كان مرقدا في معاشيق اثر الاصابة التي لحقت به عند خروجه من مبنى اللجنة المركزية ، و عند اتصالي به للاطمئنان عليه قال لي كلمات مؤثرة :( لم يزرني احد ولم يسأل عني احد من الرفاق غير ملكي التي تمارضني ) قلت له : ( الرفاق جنبك جالسين يناقشوا و مختلفين على  ترتيبات الامانة العامة للحزب ) وكان ابرز المتنافسين عليها الاخوين صالح منصر السييلي و سالم صالح محمد الذين تغيباء عن اجتماع المكتب السياسي يوم ١٣ يناير ، ولم نعرف او نسمع ان الاخ علي سالم البيض كان طامحا او منافسا لاي شخص على منصب الامين العام للحزب .
لكن اغلب قيادات اللجنة المركزية و المكتب السياسي كانت ترى في البيض  رجل المرحلة خاصة بعد استشهاد عبدالفتاح اسماعيل و علي عنتر و صالح مصلح و علي شائع و خروج الاخ علي ناصر محمد ، وهذا ما اقترحناه في اجتماع في منزلي بتاريخ ١٨ يناير ضم ثمانية عشرعظوا ان لم تخن الذاكرة - من اعضاء اللجنة المركزية و المكتب السياسي ، وجميعنا اتفق على ان الاخ علي سالم البيض هو من تبقى من القيادات التاريخية و هو المناسب و الاكفئ لتحمل قيادة الحزب و ان يكون الاخ سالم صالح محمد نائبا للامين العام ، وكان همنا وقف القتال ووضع حد للمتنافسين على منصب الامين العام و المواقع القيادية المهمة من الاعضاء القياديين المتواجدين في معاشيق في الوقت الذي يجري الاقتتال في شوارع عدن و الشيخ عثمان و دار سعد و غيرها ووضع حد للسحل و الاسر و غيرها من الاعمال التي جعلتنا نتداعى لذلك الاجتماع عصر يوم ١٨ يناير بحضور ١٨ عضوا بينهم عضوين من المكتب السياسي هما الشهيد جار الله عمر و سالم جبران الى جانب سعيد صالح سالم و قائد محمدعلي صلاح و محمد جرهوم و سيف منصر محمد و د.صالح محسن الحاج و د. احمد عبداللاه و حسان حسين علي و محمد سالم بادينار و  و سعيد الخيبة وسعيدمثنى الكحيل و احمد عبدالله المجيدي . وذالك في منزلي الكائن في منشاءات المياه بستان الكمسري حديقة الملاهي حاليا.
و ليعذرني الاخوة الذين لم تحضرني اسماءهم الان . 
في الاجتماع تقدمنا بمقترح الى الاخوة اعضاء القيادة الموجودين في معاشيق  المقترح الاول ان يكون الامين العام للحزب علي سالم البيض وبررنا ذالك المقترح وثانيا- يكون الاخ خيدرالعطاس العطاس رئيسا وثالثا- ان يكون الاخ د.ياسين سعيد نعمان رئيسا للوزراء و قد رفض الاخ سعيد صالح مقترحنا بان يكون نائبا للرئيس ، كما اقترحنا المفاضلة بين الاخوين صالح عبيد احمد و هيثم قاسم بأن يكون احدهما وزيرا للدفاع و الاخر رئيسا لهيئة الاركان .
كما وضعنا مقترحا بمعظم اسماء الوزراء و استلم القائمة الاخوة جار الله عمر و سعيد صالح سالم و قائد علي صلاح  وذهبوا بها الى معاشيق لمناقشتها مع الاخوة المتواجدين هناك و فعلا جرت مناقشات مطولة حول القائمة المقترحة و تمت الموافقة عليها باستثناء بعض التعديلات في بعض الحقائب حيث رفض الاخ محمد سعيد محسن قبول اي منصب امني و حل محله صالح منصر السييلي وزيرا للداخلية و الاخ سعيد صالح لامن الدولة .
هذا كان بعد ان صدر بيان النعي للشهيد عبدالفتاح اسماعيل و بعد ان اقرت اللجنة المركزية تقرير اللجنة التي حققت في ملابسات استشهاد عبدالفتاح .
هذه الحقائق التي اوردتها كما حدثت بالفعل تؤكد عدم صحة حديث العطاس ( للعربية ) و اتهامه للاخ البيض والاخ سعيد صالح باغتيال عبدالفتاح اسماعيل .
وفي صباح ١٩ ينايراتصل بي تلفونيا الاخ علي سالم البيض  و قال : ( بلغني انكم اجتمعتم في بيتك خير ما عملت يا ابا عمرو لوقف نزيف الدم ، فقط لو انكم اقترحتم الاخ صالح ابوبكر بن حسينون وزيرا للدفاع لما يمتلك من تجربة طويلة في القيادة العسكرية و شخص عاقل قلت له : اتفق معك و لكن لا تنسى اهميةالامانة العامة للحزب و رئاسة الدولة اهم .. وان الاخوة قد لا يقبلوا ذلك و تكون مشكلة ، فقال : صحيح )
و اختتم حديث الذكريات هذا ان البيض لم يكن مسئولا لا من قريب او بعيد عن اغتيال عبدالفتاح اسماعيل و لا ادري من اين جاء العطاس بمثل هذا القول الخطير .
ٱملا في الاخير ان يتصدى للكتابة التاريخية - و خاصة تلك التي لازالت ذيولها و تداعياتها باقية الى اليوم - مؤرخون اكاديميون محايدون و ان يبدأوا بتوثيق الحقائق و الوقائع و تدوينها و المحافظة عليها الى فترة لاحقة ليس فيها اية تداعيات  و يكون فيها هذا التاريخ الموثق مسرودا للباحثين و الطلاب للمراجعة و اخذ التجارب و الدروس و الاستفادة من اخطاء الماضي .

 

احمد عبدالله المجيدي