آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-09:40ص

وغدا ننسى فلا نأسى على ماض تولى

السبت - 04 سبتمبر 2021 - الساعة 07:03 م

عمر سعيد محمد بالبحيث
بقلم: عمر سعيد محمد بالبحيث
- ارشيف الكاتب


ذكريات اليمة لمرحلة عقيمة تاريخها شائك فيها ما ينفع الناس أكثر مما يضرهم يجمع بينهم ولا يفرقهم، لن ينالوا منها في دقائق الاستذكار أو ساعات وإن شئتم أيام وليالي على كرسي الذاكرة النفسية وليست ذاكرة سياسية وإلا، فأين الذاكرات الأخرى؟!

لست من المتابعين لهذه القنوات ولا لهذا البرنامج والشكر موصول للموقع الإلكتروني لصحيفة عدن الغد الغراء ورد فيه عنوان جذب انتباهي : العطاس - علي عبدالله صالح حرض علي ناصر على اجتياح الجنوب أثناء أحداث 13يناير1986م. والحقيقة أن الأثنين عزما أمرهما على اجتياح الجنوب ذلك ما لم يجهله العالم وما لم يغفله المهندس حيدر أبوبكر العطاس. ولولا حنكته السياسية ودبلوماسيته الناجحة المشهود له بهما لوقع الفأس بالرأس ولاجتاحت القوات الغازية الشمالية مدعمة بقوات الرئيس علي ناصر محمد الجنوب ودخلت عدن.

حينها طار رئيس الوزراء حيدر العطاس من العاصمة الهندية نيودلهي إلى العاصمة السوفيتية موسكو يلتقي بالقيادة السوفيتية طالبا منهم إيقاف تهور الرئيس صالح. فوجهت القيادة السوفيتية آنذاك تحذيرا شديد اللهجة للرئيس اليمني الشمالي ونظامه وقواته بعدم الاقتراب من حدود جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ناهيك عن المساس بأراضيها. وللأسف تحقق لهم ذلك في 1994م.

تلك كانت الحسنة والإيجابية التي قدمها المهندس العطاس للجنوب ونعتز بها. ومهما كان الهدف الذي تريد أن تحققه هذه القنوات من فتح ملفات ماضي الجنوب وهي حافلة بالمفاجآت لمن أراد من العرب أن يتذكر فلن يسعنا إلا أن نذكرهم باليسير. أما التفاصيل بإمكانهم أن يجدوها في إرشيف إذاعة موسكو والبي بي سي ومونتي كارلو وصوت أميركا وما نشروا من أخبار وتقارير عن الجنوب قبل وبعد استقلاله، بالتحليل والتعليق عن دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بثوها إلى كل أنحاء العالم ووصلت لكل جنوبي في مشارق الأرض ومغاربها. ناهيكم عن التقارير الاستخباراتية والمخابراتية الشرقية والغربية. 

فعلا، ذات مرة حتى وقت قريب وبعد 1994م وبعد انطلاقة الحراك الجنوبي في 2007م كنا نتمنى أن تطل علينا أي قناة فضائية بحوار مع أي وجه جنوبي وتلهفنا لتلك الحوارات لمسئولين جنوبيون من تاج المسفري والحسني والنقيب عبر قناة المستقلة الشكر موصول للقائمين عليها وفي مقدمتهم الحامدي. واليوم وطالما قناة العربية فسحت للمهندس العطاس مجال للحديث عن فترة من فترات الحكم في الجنوب، ندعوه أن يطلب من إدارتها تقديم شيء مفيد لجيل الحاضر في الجنوب، خطط ومشاريع يستفيد منها ساسة وقادة الجنوب اليوم تعود بالنفع للمواطنين، أم أنهم لن يسمحوا له بذلك! ومهما قيل وقالوا غدا ننسى ولا نأسى على ماض تولى.