لا مقارنة بالمرة بين صيف عدن زمان وما نعانيه في صيف عدن اليوم الفرق كبير والبون شاسع وطبعا كل فصل من فصول السنة الأربعة له خصائصه ومميزاته في مدينة عدن وله طقوسه الخاصة به سوى كان في الريف أو في المدينة.
كان فصل الصيف أيام زمان والإجازات المدرسية والعطل والمناسبات الرسمية فصل له اناقته الخاصة به من حيث الملابس التي تتناسب مع اجواءه الحارة وكان أيامه ولياليه لها نكهة خاصة فيها تحلى السمرات والسهرات والحفلات والرحلات والمبيت في السواحل والشواطئ مابين ساحل أبين والغدير
وجولدمور وخليج الفيل والعشاق وكودالنمر وأبو الوادي كنا نبيت هناك ونأخذ كل امتعتنا سوى كنا مع الأسرة أو مع الأصدقاء والزملاء مابين انس وضحك ولعب وسلى وعزف وغنى وكان لنا برنامج حافل بالرحلات والسهرات مرة نخليها زيارة للحسيني ودار العرائس والرمادة ورحلة مع المبيت في وادي لحج ومرة نذهب إلى أبين وباتيس وشقرة صيف كله أنس وصحبة طيبة وأود أن الفت نظر وانتباه من لم يعيشوا معنا أيام زمان والأجيال التي جاءت من بعدنا .
أولا الكهرباء كانت شغاله أربعة وعشرين ساعة والماء متوفر ويطلع إلى خامس دور في أعلى عمارة وبدون مضخات والرسوم رمزيةعشرين شلن.
وكانت عدن كلها أضواء ولياليها تتلألأ بقمرها ونجومها المشعه عدن كلها حفلات غنائية لكبار الفنانين والمطربين مثل المسيقار العدني احمد بن احمد قاسم والفنان الكبير محمد مرشد ناجي والفنان العاطفي محمد سعد عبدالله ومحمد عبده زيدي ومحمد صالح عزاني واحمد علي قاسم وعوض احمد والعطروش ومن المطربات والفنانات مثل فتحية الصغيرة وصباح منصر ورجاء باسودان وأسمهان عبدالعزيز وبهجة نعمان وأم الخير عجمي.
كانت الحفلات تعرض في السينماء الشرقية والشعبية في الشيخ عثمان وأحيانا في المسرح الوطني في التواهي واحيانا في مهرجان معرض المعارض الذي كان يقام في الصيف في مسبح حقات أو في ساحة المعرض في المعلاء وكان يتخلل فقرات المهرجان مشاهد تمثيلية كوميدية و تراجيديا وعرض لوحات فنية من أعمال الرسم والنحت وكذا مشاركة فرقة الرقص الوطنية والاكروبات والجمباز وخفة اليد التابعة لمعهد الفنون.
والخلاصة:- أنه كان كل شيئا متوفر وأمن وأمان وماكناش نشعر بحرارة الصيف ولكن اليوم البون شاسع والفرق كبير ولا وجه للمقارنة والسبب معروف ولا يحتاج شرح وتفصيل.
#المريسي.
