آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-12:15م

الإنسحاب الأمريكي من أفغانستان وتقييم النجاحات

السبت - 04 سبتمبر 2021 - الساعة 12:00 ص

سلطان مشعل
بقلم: سلطان مشعل
- ارشيف الكاتب


لايخلو عمل أو مشروع أوفعل بشري من مواطن نجاح ونقاط ضعف وإخفاق.
سواء كان ذلك الفعل صادرا من شخص أو فئة أومؤسسة وبمشروعية وبغيرها.
لابد أن تكتنفه شمائل النجاح وتعتريه عثرات الفشل.
ونحن هنا بصدد تناول الحدث الأبرز عالميا ربما في عدة عقود وربما لقرن او أكثر حسب رأي البعض وذلك في مقاربة للنجاحات الظاهرة والمرتئية إلى لحظة كتابة هذا.

فمن أبسط المنطلقات وبلا شك فإن أمريكا قد نجحت في الخروج من تلك الورطة ومن ذلك المستنقع بهذا السيناريو الذي ضمنت معه أقل قدر ممكن من الإهانات والخسائر والتبعات.
كون الخيارات الأخرى والمتاحة أمام الأمريكان كانت أكثر كلفة وأبهض ثمنا.

وقطر نجحت في الوساطة وإنقاذ أمريكا وتفننت في الأداء وحققت مكاسب وإنجازات عابرة ونوعية.

ونجحت طالبان نجاحا كبيرا في اقتناص الفرصة وقطف الثمار والسيطرة على البلاد والمقدرات والاستحواذ على القرار وخطف الأضواء والخروج من المآزق المتراكمة وتجاوز الخصوم والتحول من مستهدف بالحرب على الإرهاب إلى شريك في الحرب على الإرهاب.

ونجحت تلك الحكومة وتلك الفصائل والجهات والكانتونات والتفريخات التي أنتجها الأمريكان بغزوهم لذلك البلد نجحت في تجنب المواجهة مع طالبان وإدخال البلد في دورات عنف وصراعات جديدة وبالوكالة
وبلا ثمن يذكر سوى مايجنيه الوكلاء الخارجيون لحساباتهم الشخصية على حساب مصلحة الشعب الأفغاني.

نجحت الدول المجاورة لأفغانستان بشقيها ( المستفيد مما جرى - أوالمتضرر مماحدث).

فنجاح المستفيدين يكمن في تلقيهم للفائدة وريع الإنسحاب دون منِِّ من الأمريكان ودون تقديم عبارات الشكر أومشاعر الثناء للأمريكان على إنسحابهم المفيد والمُدِر للأرباح في كل المجالات وبمختلف المقاييس والحسابات كما هو حال الباكستان.
في حين نجح المتضررون من الإنسحاب نجحوا في المرونة التي أبدوها وفي رشاقتهم وسرعة فتحهم لقنوات مباشرة وغير مباشرة مع طالبان للتفاهم حول المستقبل كروسيا والصين والهند.

في حين نجحت دول أخرى مشاركة في غزو أفغانستان  نجحت في الاستفادة مما حصل بحيث حولت صدمة الإنسحاب المفاجئ للأمريكان وسلبية المشاركة في الغزو والإحتلال حولت ذلك إلى فرصة وإعادة تموضع كما هو حاصل بالنسبة لتركيا.

ونجاح آخر لايقل أهمية عما ذكرنا آنفا.
ونقصد تلك الدول أو الجهات التي نظرت لذلك الإنسحاب بتلك الطريقة نظرت له بعين الريبة والشك وتوخي الحذر.
والتخوف مما تبطنه هذه الصفقة من عواقب وخيمة قد تدفع ثمنها لاحقا.
ومن تغذية راجعة قد تزعجها إلى حد الضرر.
ومن ارتدادات مؤلمة تزيد الأوجاع أوجاعا وتنتج من الآلام آلاما أُخَر.

وسينجح المتضررون مما حصل في كونهم سيستوعبون الدرس جيدا وربما يفهمون قواعد اللعب غير المكتوبة بتحديثاتها المستمرة وتكتيكاتها المختلفة والمتغيرة.

نجحت إيران في مسعاها بأن تكون الراعي الوحيد والرسمي للقاعدة
ولتُصنع كلُّ أنشطتِها على عينها لتقطف ثمار ذلك وتجني حصاده
في حين تتحمل ديموغرافية العرب ذات الرسالة الخالدة تبعات ذلك وآثاره السلبية وجرائره الموجعة
على اعتبارها إسلاما سُنيا أنتجت الإرهاب  وصدرته واستهدفت به أمن واستقرار العالم أجمع فما على العالم أجمع إلا التصدي بحزم وعزم لذلك الإرهاب باستهداف مصادره وقلع جذوره وتجفيف منابعه
وقد نجحت إيران في هذا منذ وقت مبكر .
ولعل أبرز المحطات تجسيدا لهذا هي أحداث الحادي عشر من سبتمبر في العام 2001م والتي رتبت لها إيران وخططت ومولت.
ونتج عن ذلك أن تحملت  دول العالم العربي تحديدا - وما يشبهها من دول العالم الإسلامي - وما تزال تحملت نتائج ذلك الفعل والارتدادات الناتجة عنه.

من هنا يتضح أن إيران نجحت في الاستحواذ على القاعدة بشكل كامل يوازيه نجاحها في أن أصبحت شريكا فاعلا لبعض العرب في محاربة الإرهاب (العربي).

ويبقى السؤال..
أكو عرب ؟