آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-11:33ص

سلطة القبيلة

السبت - 04 سبتمبر 2021 - الساعة 04:57 م

القاضي صالح النسري
بقلم: القاضي صالح النسري
- ارشيف الكاتب


لقد حكم الجنوب الحزب الاشتراكي اثنان وعشرون عاماً، وكان ينتهج بالنهج الاشتراكي وكان متشدداً ولم يأخذ باوساط الأمور لتسيير دفة الحكم، الأمر الذي جاء معه في عام 90م إعلان الوحدة الاندماجية وقد كانت نتيجة ذلك خطأً كبيراً ارتكبته القيادة في الجنوب دون أن تدرك العواقب الوخيمة التي تترتب عن هذه الوحدة، مع نظام قبليّ متعصب ومتخلف وعبـودي الأمر الذي نتج عنه المآسي التي يعاني منها شعبنا الجنوبي الأبي منذُ ما بعد حرب 1994م إلى يومنا هذا، فنظام الحكم من عام 90م إلى يومنا هذا هو نظام قبليّ بحت يقوم على حكم القبيلة، وما السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، ما هي إلا مظهر من مظاهر الدولة، والقبيلة هي التي تحكم، بغض النظر عن الأحزاب التي كانت موجودة فتلك الأحزاب هي قبلّيّة متخلفة كالمؤتمر والإصلاح وليس ذلك فحسب بل عنصرية وتشتهر باللصوصية والمحسوبية، فقد استاء نظام الحكم خصوصاً من بعد 2015م وحصلت عدة حروب ولا تزال مستمرة وانتهى دور السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، بسبب الطغيان الموجود في البلد وعدم احترام الأنظمة والقوانين، وازدادت جرائم القتل والسرقة والاختطاف وغيرها من النوائب المريبة وهذا بفضل الدولة الحالية.

بعض الإخوة الشيوخ في يافع يتحدثون ويعلنون عن مجلس قبلي يضم يافع بأكملها لحل قضايا يافع، وفي اعتقادي أن هذا المجلس لن يكون له دور إيجابي على المنطقة، كونه سوف يجعل نفسه محل السلطة وهذا خطأً فادح جداً ينبغي تجنبه، لأن القبيلة كانت تحكم في العصر الحجري اي قبل نشوء الدولة بآلاف السنين ونحن الآن أمام معترك كبير في الظرف الحالي بين تحقيق مطالب شعب الجنوب الأساسية والمحددة بتحقيق الاستقلال، وبين مواجهة حكم القبيلة الشمالي المفروض على شعب الجنوب وعودتنا إلى باب اليمن، وهذا هو الخيار الثاني.

هناك الكثير من أبناء يافع تحزبوا فمنهم مؤتمريين واصلاحيين واشتراكيين وكل واحد يريد نظام الحزب المنضم إليه، انصحوهم يتخلوا عن هذا التحزب وان ينضموا إلى مطالب الشعب الجنوبي العادلة وإن يقفوا مع الفقراء والمساكين وان يتوحد أبناء يافع جميعاً في مواجهة الخطر القادم على الجنوب، وان يختار الشعب الجنوبي مصيره المحتوم وهو اعلان دولته المستقلة العادلة، وان ينشروا مبدأ التصالح والتسامح بين أبناء الجنوب، وان يعيدوا الجنوبيون المغرر بهم الذين هم متمسكين في نظام حكم القبيلة لخدمة أهل الأحمر، عليهم العودة إلى صوابهم ويلتحموا مع إخوانهم الجنوبيون، لتحقيق الهدف المنشود وان يتم تعزيز دور النظام والقانون وان نحارب الأفكار القبيلة الهدامة والعنصرية والشللية والتعصب الأعمى، وان ندعم أجهزة الأمن والقضاء وننحاز إلى الشعب الجنوبي الصابر والمثابر في كفاحه المرير ضد سلطة الطغيان حتى إسقاطها.

ونحصل على استقلالنا المنشود الذي يبني لنا دولة عدل ونظام وقانون ومساواة في الحقوق والواجبات، لان السلطة الحالية هي سلطة طغيان تعتبر الشعب الجنوبي هنودا وافارقة، وأنهم هم العرب الأصليين على الأرض وأنه ليس لنا في الارض الجنوبية بل هي ارضهم من قادم الزمان كما يظنون.