آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-12:10ص

الجنوب العربي.. المكان الثابت في الأزمنة المتغيرة

السبت - 04 سبتمبر 2021 - الساعة 04:22 م

سيف بن ربيع الحالمي
بقلم: سيف بن ربيع الحالمي
- ارشيف الكاتب


يدهش في الجنوب، هذا الذي خذلته الطبيعة، وخانته الأقدار، أنه لا يزال هو منذ آلاف السنين، قامت وماتت، وسادت وبادت من حوله أممٌ وحضارات لكنه باق، باقٍ ذلك الرقم الصعب في كل معادلات التاريخ وتقلبات المناخ وعنف السياسة وأنانية المصالح، بأرضه المتنوعة، جبالاً وسهولاً وسواحل، وبإنسانه الجنوبي الكبير المكابر، وبثقافته الفريدة في الشكل والمضمون، لهجات متعددة في التنوع، ومتنوعة في التعدد، لكنها تمثل وحدةً واحدة في التنوع، وتنوع في الوحدة، أزياء زاهية الألوان، ومطابخ ووجبات طعام شهية بنكهات شتى، من المهرة في أقصى شرقه، حتى باب المندب في أقصى شماله الغربي.

أتحدث عن الجنوب كما عرفته، أنا إبنه وأبن المؤرخون والأساتذة الكبار، لا كما يحاول لصوص التاريخ الطارئون على التاريخ تصويره، ولا مثل ما يحاول بعض قطاع الطرق وأصحاب البنادق المستأجرة أخذه إليه!. بأنه مجرد فرع ذات يومٍ عاد لأصلة.

كونوا كما تريدون أن تكونوا، ولكن لا تخدعوا أنفسكم أنكم ستجعلون جنوب العرب باستخدام حثالاتكم في شماله أو جنوبه، في شرقه أو غربه سيكون كما تتخيلون!

بالنظر في كل هذه المقدمات فإن الجنوب بالنتيجة سيظل هو الجنوب، لا يمكن إلغاؤه تاريخياً ولا إزاحته جغرافياً ولا إزاحة قضية شعبة.

لمزيد من التوضيح، الجنوب قنبلة بشرية وسيبقى كذلك برغم كل محاولات إفقاره واستضعافه من قبل كل الغزاة الطامعين والمستعمرين والمحتلين، وتوالي كل أنواع المحن عليه سيظل يثبت في كل يوم أنه بقعة جغرافية قائمة، وشعب يقف بكل جوعه وآلامه ومضلوميته وقضيته العادلة وعودة دولته على قدميه داخل أرضه وخارجها.

لم ولن تتمكن أي قوة على وجه الأرض من ترويضه لخدمة مشيئاتها حسب الادعاءات والافتراءات برغم كل امكاناتها التي استخدمتها في محاولاتها البائسة لإذلاله، هو هنا لا يشبه غيره بل يتفوق عليه في المنطقة والعالم بمراحل قصوى، من يعتقد أن الجنوب وشعب الجنوب بات في جيب هذا وذاك ، أو تلك العصابة، أو أؤلئك الفئة من العملاء والمرتزقة يخطئ في قراءة جنوبنا ومجتمعه وقبائله.

للجنوبين ميزان حساس لتحديد خياراتهم في مراحل الصراع المختلفة، وللذهاب إلى ما يرون أنه الأفضل لهم في كل مرحلة مهما كانت النتائج،
الجنوب من منظور تاريخي أكبر بكثير من كل المتنازعين عليه اليوم الداخليين والخارجيين، وبالتأكيد فلا أحاول رفع معنويات أبناء الجنوب لكنني أحاول أسترجاع بعضاً من دروس ماضيهم.

تعرض شعب الجنوب أرضاً وإنساناً  في سنواته العشر الأخيرة لحملات شرسة من قبل كنتونات لا تريق لها نهوضنا وخروجنا إلى بر الأمان بقضيتنا،
سيجيئ يومٌ على العالم ليدرك أن نحنُ شعب جبار لا نقبل الضيم والوصاية.
أنها الجنوب.