آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-08:44ص

ألا ليت الشباب يعود يوماً !!

الجمعة - 03 سبتمبر 2021 - الساعة 04:26 م

عبدالقادر زين بن جرادي
بقلم: عبدالقادر زين بن جرادي
- ارشيف الكاتب


لما كنا صغار كنا نحلم ونستعجل الزمان حتى نصير كبار ولنا لحية وشنب ونمتلك الأمر والقرار نخرج على كيفنا نروح على كيفنا ومعانا مال نشتري ما نريد 
ولما كبرنا وكبرنا تمنينا ان نعود صغار برأه وصحة وجمال ونظاره ولا مسئولية ولا تفكير بأمور المعيشة واحوال البلاد .
البعض يحن للماضي ليعود شاباً فتياً يافعاً نظراً أنيقاً يلفت نظر الفتيات .
والبعض يتمنى أن يعود لمنصب هام كان يشغله ويمتلك زمام الأمر فيه وصاحب القرار .
والبعض يتمنى تعود له صحته .
والبعض يتمنى يعود له من قضى نحبه .
كلها أماني مضى عليها الزمان ولن تعود وإنما هي أماني نريدها تعود لنستعيد فيها نظارة الشباب ومنصب المسئولية وغيرها من الأشياء الذي نتمنى نعود إليها فإما من أخطاء وأدرك خطاه فيتمنى لو ان العمر باقي به من الوقت ما يكفي لتصحيح أخطائه فالرجوع الى الله بتوبة نصوحة تكفر .
وأما من أراد ان يعود للدنيا لكي يعود لأغراض ما في نفسه يستعيد فيها قوة بعد ضعف وعز بعد ذل فهو يريد العودة لينتقم وليس ليصحح .
الزمان لا يعود إلى الوراء وقوة العضلات لا تعود بعد ترهل الجسم .
ونظارة الشباب لا تعود بعد تجعد الوجه مهما حاول وعمل عمليات شد للوجه فأنه لا يلفت نظر الفتيات عشقاً فأنما يلتفتين له وينظرين إليه نظرة إستهزاء وضحك 
( اللسان مذرب والرجلين عضرب) .
فقط هو الفكر القيم الذي ممكن أن تتبناه أو تدلي به من واقع تجارب السنين لتقدمه في أخر زمانك لجيل اليوم ليقوم الأعوجاج الذي سلكته انت ورفاقك ذات يوم فخررتم في هاوية الفشل الذي اوقعتم فيه من تبعكم وضل في ضلالكم .
هذا إذا كنت قد أخلصت في التوبة وصدقت في النصح وأحببت أن تكفر عن سيئاتك لعل وعسى أن تلاقي ربك بقلب سليم .
محاولات بعض من نسج العنكبوت على عقولهم تخريب الحاضر الجميل ليكون اسوء من زمانك وعصرك حتى يترحموا عليك وعلى عصرك فأنما هو إلا عمل من يحاول خرق السفينة ليس ليعيبها لكي لا يأخذها الملك الظالم غصباً وهي ملك لمساكين وإنما أراد من خرقها إغراقها وأهلها .
توبوا آلى الله توبة نصوحة ودعوا عباد الله يرسمون خط مستقبلهم بعلم ودراية وتكاتف وتعاون وتسامح وتضافر .
فقد تجزون خيرا على سكوتكم .
فلا الشباب يعود يوماً ولا الزمان يرجع للوراء ولا تستقدمون ساعة ولا تستأخرون . باب العمل الصالح مفتوح وابواب التوبة مفتوحة قبل ان تقرقر وتبلغ الحلقوم فحينها سيعلم من كان لا يعلم أن الا عودة واقع وليس امنية أو حلم .