آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-10:40م

ما بعد الحرب

الأربعاء - 01 سبتمبر 2021 - الساعة 07:07 م

عفيف السيد عبدالله
بقلم: عفيف السيد عبدالله
- ارشيف الكاتب


لا أعرف، سبب مقبول، أو قضية وطنية، وراء تفشي  الحرب الأهلية القائمة في بلادنا. ويبدو الآن أن وثيرة الأحداث بدأت تتراجع، وتتجه الأزمة نحو التهدئة والتسوية. بعد سنوات من الصراع  الدامي، المرير، والأضرار الصاعقة التي خلفتها. حيث الآلاف لقوا حتفهم،  ونزوح مئات الآلاف من اللاجئين. وتأجيج الروح المناطقية، والقبلية، وعدد من المدن طالها الدمار. 
والواضح، أن معظم النخب السياسية والحراكية في بلادنا، هم أصحاب ثقافة مناطقية، سئية الصيت، ومبهمة. وفهمهم لتاريخ اليمن تُحفه الجهل، والعشوائية. وليس لهم صفة دستوريه، ولايوجد نص قانوني، يتضمن حق تفويض أحدا منهم. ولاهم ذو اهلية، وكفاءة  وقدرات للقيام بالعمل السياسي. وهم سبب إفتقارالبلاد إلى التنمية والديمقراطية والحريات العامة. ووراء كل المشاهد الدموية، التي شهدناها في الجنوب والشمال، قبل وبعد الوحدة.   
ولكي تاثينا الحلول السليمة، بعد أن يستقر الوضع، التي تنقلنا من عالم البؤساء إلى دولة المواطنين، وبناء سلاما حقيقيا. ينبغي تنصيب شخصيات عامة محترمة، أصحاب حياة مهنية طويلة، وبارزة، على الصعيد الوطني. وإلى الانتقال الديمقراطي السلمي، الذي احتضنته أوربا الشرقية ونجحت، وتعثر مع الربيع العربي. ونشر مفهوم حقوق الانسان، واحترام الحريات الفردية.
ووجب اعادة الاعمار، وتغيير جذري في نظام الحكم الفاسد، وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي على المدى الطويل. وبناء اقتصاد قادر على خدمة المواطنين وتأمين مقومات حياة كريمة وتحسين أوضاع معيشتهم. واضاءة البلاد اربعة وعشرون ساعة.    
وإلى أن يستعيد أمراء الحرب القائمة، وكبار الحوارك والمجالس الجنوبية، وشيوخ القبائل، وقادة العسكر، خصائص الجنس البشري. نحتاج إلى نظام إنتخابي، فعال وأكثر قوة، يجيز لفترة محددة أن يقلل منهم في محصلة الإنتخابات، ويحط من شأنهم، في بلداتهم الصغيرة المعزولة، ومناطق البادية، والأعراب، والسُهُب. فقد احترفوا السياسة عن طريق الخطأ، وفقدوا ثقة الناس. وكانوا عبئا ثقيلا على البلاد، وسببا في تلوين حياتنا بلون أسود. ويتحملون المسئولية، عن الأوضاع الكارثية القائمة. ووجب مساءلتهم . 
وتمكين كل مدينة تسودها حياة الحضر، من إنتخاب ممثليه في المجالس النيابية والسلطات التنفيذية المحلية من أبنائها الأصليين وحدهم، حتى لا يذهب وزنهم السياسي إلى باقي المقيمين في المدينة. لكي يصنعوا التغيير المطلوب. ويمهدون لقيام دولة مدنية، ديمقراطية، تطبق القانون، وتطلق الحريات العامة، وتقوم على التنمية المستدامه، والعدالة الإجتماعية، والسلام والمساواة بين المواطنين.