آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-06:18ص

دوري أندية الدرجة الأولى بالجمهورية

الأربعاء - 01 سبتمبر 2021 - الساعة 03:15 م

عمر سعيد محمد بالبحيث
بقلم: عمر سعيد محمد بالبحيث
- ارشيف الكاتب


الرياضة عامة وكرة القدم خاصة تتحرك دائما في إطار الوضع القائم المعاش. تؤثر وتتأثر سلبا وإيجابا، تتفاعل مع القاعدة المادية والبشرية ومستقبل علاقة المجتمع بالدولة، وتطور جدليتهاالمعقدة والمستمرة في تعقيد روابط التكوينات الاجتماعية ومجمل الأندية الرياضية الجنوبية والشمالية كنموذج نسقي ثقافي ليس بمعزل عن التطورات والمتغيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وحتى القومية والإقليمية والدولية بأساليبها الكمية والكيفية.
 

ودوري أندية الدرجة الأولى بالجمهورية الغائبة الضائعة والتي ستقام في شبوة منتصف الشهر الجاري سبتمبر بنظام المجموعتين ذهاب وإياب، يبلور الاتحاد العام اليمني لكرة القدم مشهد الامتداد للأوضاع القائمة دون تغيير، وهو مشهد استمرار واقع متدهور منطقه الدمار والتجزئة. وهو أسوأ الحالات بالنسبة للرياضة عموما ولكرة القدم خصوصا حيث أنديتها تنحدر من مناطق مجزأة بين حوثيين كل الشمال عدا مأرب، وبين المجلس الانتقالي الجنوبي معظم محافظات الجنوب وسقطرة، وبين الشرعية مأرب وشبوة وشقرة وحضرموت الداخل. 
 

وانطلاقا من مفهوم النظم في هذه المناطق فإنه يختلف جذريا عن مفهوم الفيدرالية والأقلمة وينعدم التعاون الثقافي والتكامل الرياضي. وقد قرر في أنحاء شتى من الجنوب والشمال تأسيس وتوسعة وتطوير أندية للرياضة وكرة القدم عندما تحصلت على حريتها. ونظمت اتحاداتها بطولات بإشراف مكاتب الشباب والرياضة وبرعاية المحافظين والسلطات المحلية، أخذت تتفاعل فيما بينها بحكم التشابه والتقارب بما يناسب تطلعاتها المتناغمة مع جماهيرها وشعبها تفاعلا مؤسسيا كون الرياضة واتحاداتها تنتمي لمنظمات المجتمع المدني والجماهيرية. 
 

قبول الشرعية بالتفاعلات الرياضية الحوثية واستضافة الأندية القادمة من مناطق سيطرة الحوثيين، معناه قبول بسياساتهم ويكشف مدى ضعف الشرعية أمامهم وعدم تكافؤها معهم. الاتحاد العام اليمني لكرة القدم وكل الاتحادات الرياضية اليمنية لا تعير أي أهمية لمسألة تقييم التوازن بين الشرعية والحوثيين. 

فالرياضة هي اللغة المشتركة والثقافة الواحدة التي تجمع الجماهير والشعوب تعكس مدى الأمن والاستقرار في البلدان وتقارب أنظمتها من أجل تعميم السلام. ومن هذه الناحية فإن
توقيت قرار إقامة الدوري للجمهورية سواء في شبوة أو في عدن أو في أي منطقة شمالية أو جنوبية غير مناسب، ولا يساعد على احتواء النزاعات بقدر ما يؤججها ويفتت دور الرياضة في ظل غياب الاهتمام بحل القضايا والأزمات.