آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-01:10م

عن أي وطنية يتحدثون

الإثنين - 30 أغسطس 2021 - الساعة 06:09 م

شوقي السقاف
بقلم: شوقي السقاف
- ارشيف الكاتب


أصبحت الوطنية في عالمنا العربي هي معيار للجودة والشرف والانتماء ويستخدمها الساسة العرب على ولاء الناس وانتمائهم السياسي.

وللأسف الشديد مازالت سلاحاً فتاكاً بيد مدعي الوطنية من الأنظمة الحاكمة, مع العلم إنه قد يكون أغلب الساسة فاقدي الوطنية ' وقد تستخدم الوطنية للتغطية على أعمال فساد كبيرة يديرها مسؤولون كبار 'فقد أستثمر مفهوم الوطنية على أيديهم استثمار تجاري كبير عائد عليهم بملايين الدولارات.

لماذا فقد الناس أي شعور بالوطنية, لان الطبقة الحاكمة قد احتكمت واستولت على مقدرات الوطن وثرواته وخيراته  .   

عن أي وطن يتحدثون.. نحن من يتحدث ..

عن وطن يعيش على المساعدات والهبات , عن وطن محمل بالديون عن وطن مثقل بالجراح عن  ألم, عن وطن يعيش شعبه معاناه في الكهرباء والمياه والرعاية الصحية عن حجب الرواتب عنه, عن وطن فيه أب مديون لكي يحقق طموحات أبنائه وأقل طموحاته في الحياه العيش الكريم .

ويطلب ممن لا يجد قوت يومه أن يحب الوطن!  يطلب من عسكري في الجيش او الأمن جندي وضابط أن يتحلى بالوطنية ويحب الوطن, يطلب من الطيار والمهندس والمعلم وحامي الوطن أن يصبر ثمانية أشهر بدون راتب او أن يقف يستجدي عاطفة الناس وينتظر بما يجود عليه الناس بحفنه من الريالات وأن يتسول في الجوامع وعلى أرصفة الطرقات, وأن يغرس في اولاده حب الوطن وهو لا يجد قوت يومهم.

أيها البايعون للوطنية أيها المستثمرون بمعاناة الناس, حقا هم فقراء وينقصهم كل شيء كهرباء مياه ورعاية صحية ومرتبات لكنهم أغنياء بحب الوطن ,الوطن الذي عرفوه وحبوه ولم تعرفوه أنتم ولم تحبوه حين بعتوا الوطن بالاغتراب عنه وبعدتوا عن الشعب..

أسالكم بالله بعد فسادكم هذا كيف تنامون مطمئنين وأنتم سلبتم حقوق شعبكم كامل، ان الأمر يحتاج لضمير حي و أنتم ضمائركم تركتوها جانبا قبل قسمكم..

رجاء لا تتحدثوا عن حب الوطن والوطنية وانتم لم تتذوقوا ولا مره ما يذوقه المواطن من معاناه في الكهرباء والمياه والرعاية الصحية و الرواتب وغلاء الاسعار وهبوط العملة, لان حب الوطن يتطلب الصبر والصبر لا يوجد عندكم انتم عندكم حب النفس والمال وليس حب الوطن وحب الناس.

نعم حبوه بلا قابل حبوه بحلوه ومرارته صابرين حامدين شاكرين, ويتمنون أن  تتركوهم وتفرجو عن رواتبهم  وأن يبنوا وطنهم الذي لم يغادروه وأن يعيشوا كيفما ارادوا بعد ان ضحوا بالغالي والنفيس.

نحن احبننا الوطن لأنه الملاذ والروح والولاء وأنتم أحببتوه كقطعة حلوى أو تورتة تتقاسمونها بينكم.

كل راع وكل راع مسؤول عن رعيته.