آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-08:10م

الهجوم الحوثي على العند تساؤلات في واقع الحرب

الأحد - 29 أغسطس 2021 - الساعة 08:15 م

د. لمياء الكندي
بقلم: د. لمياء الكندي
- ارشيف الكاتب


 

تبقى الحرب هي أسوأ الخيارات بكل وقائعها، لكنها كانت ولا تزال خيارا مشروعا للدفاع ، تحتم على جميع اليمنيين الخوض فيها، لاقتلاع جذور الإرهاب الحوثي الذي جعل منها خيارا لفرض واقعه في السيطرة والحكم.

وانا أطالع الأخبار حول الهجوم الحوثي الأخير على المركز التدريبي للقوات المسلحة في قاعدة العند في محافظة لحج الجنوبية يومنا هذا، تستحضرني تلك المشاهد الأليمة لهجومهم على مطار عدن في الثلاثين من ديسمبر 2020م أثناء عودة حكومة الشرعية إلى عدن.

ما زال الحوثي ماض في ارسال طائرات الموت وصواريخ الإرهاب ليقتل بها أبناء الشعب، فكما حاول سابقا من خلال هجوم عدن استهداف الحكومة اليمنية ها هو اليوم يجدد عدائيته المطلقة في هجومه على قاعدة العند في هجوم إرهابي يشابه أيضا ذلك الهجوم الإرهابي الذي تعرض له الأفغانيين قبل يومين في مطار كابل، وهو ما يضعنا أمام تساؤلات مشروعة حول الجدوى التي تمضي بها جماعات العنف السياسي عبر هذه الأعمال القتالية التي تصل إلى حد الإرهاب نتيجة طبيعة العنف المستخدم و للأثار الناتجة عنها.

يمضي الحوثيين في هجماتهم الإرهابية دون ان يحددوا استراتيجية واضحة لهجماتهم مما يسهم لإيقاف الحرب،  مما يغذي واقع العنف والحرب ويضع حدا لما يمكن ان ينتج خيارات معقوله للسلام.

يتعامل الحوثيين مع كل المحافظات اليمنية بسياسة الأرض المحروقة محبطا أي توجهات لتثبيت الأمن فيها وخاصة المحافظات المحررة ، فتوسعه في الحرب إلى مناطق خارج سيطرته أو خارج الجبهات المفتوحة  يؤكد أبعاد هذه الجماعة التي لا تؤمن باليمن كل اليمن إلا كونها أداة   ووسيلة في طريق السيطرة الحوثية دون ان تستثني احد.

ان مثل هذه الأعمال الإجرامية يفترض ان تقودنا جميعا إلى تساؤلات حول من المستفيد من إبقاء الوضع الحربي المسيطر في الحرب بيد الحوثيين؟ دون التوجه الفعلي  إلى إضعافهم أو الوقوف وقفه قويه أمامهم، واخص هنا المجتمع الدولي الذي تراوغ سياسته تجاه حقيقة العنف والإرهاب الحوثي وتتسرجي منه الخوض في مرحلة سلام هي ابعد ما تكون بحكم مواقفه وأعماله الحربية.

الم يعد الوضع كافيا لتلاحم كافة الفصائل الجنوبية والشمالية لوضع حدا لسلوك الحوثي الإرهابي الذي لا يستثني مدن الشمال والجنوب؟
وكيف يمكن لاي سلطة محلية كانت تابعة للشرعية أو المجلس الانتقالي ان تحقق الحد الأدنى من الأمن والواجبات تجاه مناطقها مع تزايد التهديدات الحوثية؟

تحتفظ ذاكرة المدن الجنوبية كما الشمالية بمشاهد مروعة من القتل والإرهاب والدمار الحوثي ما يحتم عليها صياغة توجهاتها نحو مشروع واحد للقضاء عليهم.

فألى متى تستمر قياداتنا ونخبنا السياسية والعسكرية في هذا الضعف والانقسام الذي لا يخلف غير مزيدا من القتل والإرهاب الحوثي.

علينا ان نعي ان حربنا ضد الحوثيين هي حرب جمعيه تشمل كل اليمنيين وان المناورة السياسية التي نشهدها من قبل هذا الفصيل أو ذاك ماهيا إلا أعمال تساند المشروع الحوثي، ولا تخدم غير مشاريعهم التي ارتبطت بعمالات متعددة مع دول وجماعات لا تريد ان تشاهد قيام يمن موحد امن ومستقر.