آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-12:26ص

مراكز أبحاث ودراسات..أسماء بلا مسميات !!

السبت - 28 أغسطس 2021 - الساعة 11:08 ص

‫د.علي صالح الخلاقي‬‎
بقلم: ‫د.علي صالح الخلاقي‬‎
- ارشيف الكاتب


في كثير من بلدان العالم تشكل مراكز الأبحاث والدراسات مصدرا هاما وحيويا لا غنى عنها لصانع القرار ، من خلال تقديمها الدراسات المستفيضة حول القضايا المراد اتخاذ القرار بشأنها وبحث حيثياتها بشكل موضوعي وأكاديمي كامل وشامل، وتحظى بدعم لا محدود من قبل الدولة.

أما في بلادنا ، وفي العاصمة عدن فتتكاثر ما تسمى جزافاً مراكز الدراسات والبحث والتدريب والتنمية في كافة المجالات الإعلامية، الاقتصادية، الصحية، البيئية، الاجتماعية، التدريب، التأهيل...الخ..مثلما تتكاثر الطحالب التي لا جذور لها ولا أزهار، وأصبحت تنافس بتفاقسها وتوالدها كثرة المكونات والأحزاب والهيئات التي كنا نسمع باسمائها ولا نرى لها وجوداً في الواقع.

هكذا هو حال عشرات المراكز التي نسمع جعجعة القائمين عليها ولا نرى طحيناً لها..ومعظمها في حقيقة الأمر منتديات  ذات أغراض سياسية أو نفعية للقائمين عليها لا أكثر.. أو ملتقيات أو مجالس قات وليس لها صلة بالبحث والدراسات، لأنها في معظمها لا تنشط إلا حين تنتفخ الأوداج بالوريقات، في سويعات استجرار القات، أما في غير تلك الأوقات فتدخل في سبات عميق، ولو كانت فعلا مراكز دراسات حقيقية لرأينا عشرات الأبحاث والدراسات، ولا أقول المئات، التي تمد بها  أصحاب القرار في مختلف الاختصاصات والمجالات العلمية والسياسية والاقتصادية والإدارية..الخ.

الأعجب من ذلك أننا حينما نطلع على اسماء القائمين عليها نجد أن لا صلة ولا علاقة لغالبيتهم بالبحث والدراسات، أما حين نقرأ تغريدات بعضهم فنشعر بانتهاكهم  للغة الضاد التي يسيئون إليها بأخطاء قاتلة في أسطر قليلة يسودونها، ويبدو أنهم بحاجة للالتحاق بمراكز دراسة اللغة قبل تأسيس مراكز الدراسات البحثية أو الاستراتيجية،  ذات الطابع السياسي والاجتماعي والقانوني والاقتصادي..الخ.

فهل من أسس وضوابط لقيام مثل هذه المراكز.. أم أن الحبل متروك على الغارب لمن أراد "طلبة الله"..

والله من وراء القصد..