آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-02:10ص

عجباً لأخلاق أبو جهل وأبوسفيان

السبت - 28 أغسطس 2021 - الساعة 02:49 ص

د. الخضر عبدالله
بقلم: د. الخضر عبدالله
- ارشيف الكاتب


اسوق في بداية حديثي هذه القصة عن كفار قريش التي اجمع عليها المؤرخين من  جميع المسلمين بكل مللهم ومذاهبهم لنستشهد بها في هذا المنشور .
كفار قريش عندما أخذوا من كل قبيلة رجلاً وذهبوا ليقتلوا النبي ، ظلوا واقفين على باب بيته طول الليل بانتظار أن يخرج لصلاة الفجر .
رغم أنهم كانوا قادرين أن يقتحموا البيت من أول لحظة ويهدموه على كل من فيه .. احدهم حاول أن يقترح الفكرة مجرد اقتراح .
رد عليه أبو جهل بكل عنف : ( وتقول العرب أنا تسورنا الحيطان و هتكنا ستر بنات محمد !!؟)..
كفار قريش كان عندهم الحد الأدنى من النخوة والرجولة ، كانوا يعرفون إن البيت فيه نساء ، ولايجوز أن نقتحمه ، لايجوز أن نكشف سترهم ، أو ننتهك خصوصيتهم .
أبو جهل حينما غضب ، وضرب أسماء بنت أبي بكر (رضي الله عنهما )على وجهها طيشاً ، ظل يترجاها و يقول لها : (خبئيها عني ، خبئيها عني) ، أي لاتخبري أحداً .. أي : لا تفضحيني ، ويقول الناس أني ضربت إمرأة .
أبو سفيان لما كان كافراً ، خرج مع قافلة من قريش في أرض الروم ، فاستدعاهم هرقل ملك الروم ليسألهم عن محمد.

سألهم : هل تتهمونه بالكذب ؟ هل يغدر ؟ هل يقتل ؟
أبو سفيان يقول ( فوالله ، لولا الحياء أن يأثروا علي الكذب لكذبته) .
يعني رفض شتم النبي لأنه خاف إذا رجعوا مكة ، يقال إن أبا سفيان كذب .. خاف على سمعته وهو كافر .

العظمة هنا ليست مواقف أبو جهل أو مواقف أبو سفيان إنما العظمة في المجتمع الذي وضع لنفسه هذه النواميس والقيم وشدد في الالتزام بها.. وماكان  أبو جهل ليخاف من شئ إلا لولا انه كان يعلم جيدا إن المجتمع يرفض ما كان ينوي الإقدام على فعله ان استجاب لطلب هؤلاء الفتية المتعصبين.
لم يقتحموا على النبي صلى الله عليه وسلم بيته لأنهم كانوا يعرفون موقف المجتمع من ذلك الفعل.. وأبا سفيان خاف ان لو عاد للديار لكانت عليه ذلة إنه كذب عندما سأله هرقل عن محمد بن عبدالله لأنه يعرف إن المجتمع سينبذه ويرفضه والرائد لايكذب اهله.

أما الآن فهناك سفك للدماء وهتك لحرمة البيوت على الملأ ، وتفاخر بقلة الشرف و الدناءة في السلم و الحرب وكله باسم الاسلام والاسلام براء من ذلك..!!
(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم)
الدين اخلاق وليس إعفاء الدقون والعقول خاوية ,الدين أخلاق وليس مظاهر , الدين أخلاق ومعاملة وليس تقصير الثوب  وحضور المحاضرات , الدين أخلاق وتطبيق ما جا فيه , وليس  براويز وايات تعلق في جدران البيوت بدون عمل ومصاحف توضع على الرفوف . الدين أخلاق وليس انت ضدي أنا أكرهك . الدين أخلاق , وليس فيه هجران  للمسلمين , الدين أخلاق وأمانة وليس نفاق وخيانة .

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن همُو ذهبت أخلاقهم ذهبوا.

أنها أخلاق العرب  يا قوم !