آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-10:34م

من التجربة الإيرانية إلى التجربة اللبنانية

الثلاثاء - 24 أغسطس 2021 - الساعة 10:09 م

عمر سعيد محمد بالبحيث
بقلم: عمر سعيد محمد بالبحيث
- ارشيف الكاتب


يحاول قادة وقواعد المؤتمر الشعبي العام إحياء حزبهم المتشظي المبعثرة أعضاؤه في ثلاث جهات. يخرجون أشلائه المسلحة من ركام الخردوات إلى حيز الوجود لتصميمه من جديد بحيث يلائم أحداث الساعة. محاولات غير محسوبة العواقب، محمودة أم خطيرة تجري دون اعتبار لليد الأمينة. قدمت الحكومة ملف إلى مجلس الأمن الدولي للتنازل عن قراره وإخراج أحمد نجل الرئيس المغتال علي عبدالله صالح ليقوم هو بتركيبه وتفصيله حسب التصميم الجديد، على الطريقة الليبية أم الطريقة الأفغانية.

الاعتقاد السائد عما يدور حاليا خلفه التحالف العربي خصوصا دولة الإمارات العربية المتحدة. والسعودية قد أقدمت على ترحيل المغتربين اليمنيين كاستعداد استباقي لما سيترتب عن ما يتم التحضير له وفتح الأبواب على مصراعيها في دول مجلس التعاون الخليجي للاجئين يمنيين أسوة بالأفغان، بدلا من قبولهم كمغتربين. بينما رأي آخر يشير إلى أنه يأتي من السفارة الأمريكية في اليمن بعد أن عبرت عن عزمها استئناف فتح سفارتها في صنعاء، وأن أحمد كان قائد للقوات الخاصة المدربة أمريكيا، تم تفكيكها بعد ارتكابها مجازر الساحات في تعز وصنعاء في 2011م أيام ثورة ربيع الإخوان. ليعود ويصبح رئيسا في حال تنحي الرئيس هادي عن الرئاسة، ويكون قائد مقاومة منقذ بلاده من الأوضاع التي آلت إليه بعد إسقاط حكم والده، الذي تحالف مع الحوثيين ثم قتلوه إثر محاولته الغدر بهم. فبماذا سيشترط عليهم؟ فأي تيار من تيارات المؤتمر الشعبي العام سيعقد مؤتمره العام ويحول الرؤى إلى حقيقة؟! ما لم فإن مستقبل قيادته سيكون معتما والمعركة ستطول إلا إذا تحول الحوثيون من التجربة الإيرانية التي نجحت في كل من سوريا والعراق، إلى التجربة اللبنانية حكومة خليط وجيش حكومي وقوات حزب الله. 

فمن يقبل منهم مثل هذه قرارات حتى وإن صدرت عن الرئيس هادي بنفسه! أو عن الحوثيين! أن يسلم الحوثيون سلاحهم أو دمج الجيش الوطني في قواتهم ويصبح تابع لهم يأتمر بأمرهم يخضع لقيادتهم لأنهم يعتبرون أنفسهم معترف بهم ضمنيا مثلهم مثل الشرعية يتعاطف معهم الغرب.

 وهم جميعا مؤتمرهم وإصلاحهم وحوثيينهم متفقون. والخسرانين هم جنوبيو المؤتمر والإصلاح والحوثيين. أضف إليهم جنوبيو الشرعية الذين قد تتولد لديهم حساسيات كبيرة ناتجة عن تنحي الرئيس هادي وهم يرفضون فكرة التنحية من أساسها منذ ترشيح خالد بحاح لهذا المنصب. أما شماليو الشرعية قد يقبلوا بتنصيب المهندس أحمد بن أحمد الميسري نائبا لأحمد نجل عفاش رغم تشكيله حزب المؤتمر الوطني الجنوبي، ويرون في ذلك أنه يضيف دماء جنوبية جديدة إلى صفوف المؤتمر الشعبي العام. في حين يحاول الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام التابع للشرعية أحمد عبيد بن دغر الوصول إلى هذا المنصب في منافسة محمومة. فالكاسب هو من يرضى بالعودة إلى صنعاء دون إنهاء الانقلاب؟

الله وحده يبعث من في القبور. عملية إحياء المؤتمر الشعبي العام ستطول مثلها مثل محاولات إحياء حيوان الماموث المنقرض. يحاول العلماء إحياؤه لمحاربة الاحتباس الحراري الذي تسبب به الإنسان. انقرض من الحياة على الأرض بفعل ارتطام كويكب بإرادة إلهية للحفاظ على التوازن الحيوي في النظام البيئي في الأرض.