آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-01:43ص

امريكا.. بداية ونهاية..

الأحد - 22 أغسطس 2021 - الساعة 08:34 م

سلطان مشعل
بقلم: سلطان مشعل
- ارشيف الكاتب


هزمت في فيتنام حين كانت نشوة انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية في جذوتها.
هزمت أمام إيمان الفيتناميين بقضيتهم وإصرارهم على التصدي للمحتل رغم فارق الإمكانات الكبير الذي يصب في صالح الامريكان ولا وجه للمقارنة إطلاقا.

بقيت تحت الرعب الكوبي لنيف من العقود في حالة ذعر وتخبط واستنفار بالرغم من ان وراءها حينها حلف النيتو وثلتي دول عدم الإنحياز واليابان وكوريا الجنوبية.
ذلك الرعب الذي كان مصدره حنجرة كاسترو وماتجود به قريحته من فنون العبارات العابرة والكلمات الموجهة والإرادة القاذفة.
هزمت في الصومال وقد ذهبت الدولة هناك وتفتت وتفككت ولاقوة إعتبارية موجودة بالصومال حينها سوى الحق الناصع الذي لاتشوبه شائبة والذي تشبعت به وتمتعت مجموعات صومالية ولدت في الحال لتقول (لا) للباطل الأمريكي فكانت الصفعة قوية للأمريكان وفكانت هزيمة نكراء وإذلالا عابرا للحدود وعارا تدثرت به امريكا ولازالت.

هذه الهزائم السالفة الذكر
تخلتلها ضربات جوية وجهتها امريكا في العام 1986م ضد سفينة صيد ليبية في خليج سيرت الليبي وخيمة لإحدى نوق القذافي على شاطئ ذلك الخليج وفقد الامريكان حينها طائرتان من احدث الطرازات.
وكذلك ضربة جوية اخرى في العام 1997م إستهدفت مصنع الشفاء السوداني للأدوية بالخرطوم.

وظلت امريكا تتمتع بنوع آخر من القوة سادت به وصدرته لدول العالم
ذلك الجانب هو الجانب القيمي او ما يسمى ب ( القيم الأمريكية) في الاقتصاد والسياسة والحقوق والديموقراطية
ومايخص الحريات والتقنين والمأسسة
بالإضافة إلى الإقتصاد المعتمد على الأسواق الحرة وعلى الشركات العابرة للحدود والمتعدية الجنسية.

لكن هذا الجانب ما لبث ان أُفرغته ممارسات امريكا العملية من محتواه
ممارسات امريكا التي كُشفت بها سوءتها وتعرى بها باطنها وسقطت قيمها 
سقوطا مدويا لا وقفة بعده ولا وثبة.
كان ذلك يوم أن ارادت امريكا ان تثبت قطبيتها وأن تفرض واحديتها مدفوعة بحقد الصليب ولعنة التاريخ المنقوص الذي يعزلها عن الماضي وتشعر من خلاله بأن وجودها كلقيط مفتول الغضلات وجد نفسه على الرصيف لايعلم كيف ومن اين اتى؟ وإلى من ينتسب؟ ولا إلى أين يذهب؟ فكانت تلك العضلات التي وجد نفسه بها هي التي أراد أن يثبت بها أصلا لايعلمه  وفصلا لا وجود له.
كانت تلك الممارسة التي كتبت امريكا بها هزيمتها عسكريا وقيميا هي غزو دولتين إسلاميتين ( افغانستان والعراق) ضمن تحالفات دولية خشية من دخولها حربا منفردة تكون نتيجتها هزائم محتومة.
وتحت ذريعتي ( محاربة الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل ).
وتم غزو الدولتين.

وقد لاحت بالأفق الهزيمة العسكرية مصحوبة بالهزيمة القيمية والأخلاقية منذ اول رصاصة في مزار شريف وأم قصر ومن ثم في في تورابورا وقندوز وقلعتها وهراة
وفي بغداد ومطارها والفلوجة والأنبار وتكريت والرمادي والموصل كهزيمة عسكرية مستدامة ومقسطُُ
زعافها وذلها وخسائرها وسقوط قيمها على هذه السنين العشرين
مازالت وستظل تداعيات هذه الهزيمة المتعددة الميادين والمتنوعة الجوانب والمتعدية المعقول والعابرة للتاريخ ناهيك عن الجغرافيا.

فلا امريكا قوة عسكرية قاهرة احادية بعد اليوم ولا أمريكا القيم والحريات والحقوق والاقتصاد.