آخر تحديث :الثلاثاء-16 أبريل 2024-09:26م

اتركوها للنساء

السبت - 21 أغسطس 2021 - الساعة 10:58 ص

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى
- ارشيف الكاتب


تشير الدراسات العالمية  أن كلما زاد عدد النساء في السلطة و السياسة ، كان من الأفضل حل قضايا الحماية الحقوقية و الاجتماعية  والسلم  والتنمية و يؤدي في النهاية إلى تحسين نوعية الحياة في البلاد.

المرأة اليمنية  ممثلة تمثيلا ناقصاً للغاية في  الإدارات والمؤسسات الحكومية ، اما في مراكز السلطة فلا يوجد حضور لها نهائيا ، ويعزو  ذلك إلى سيطرة  الرجال على المجالات الريادية في البلاد ، اضف على ذلك  النظرة الخاطئة لدور المرأة في بناء المجتمع وربطها بالمحرمات،  الامر الذي جعل الكثير من النساء المتعلمات والمثقفات يميلن إلى أن يكونن "في الظل" ، للعمل "خلف الكواليس" ،بينما يخشى الكثير من أنهن قد يفتقرن إلى المعرفة والمهارات ، على الرغم من أن مستواهن التعليمي غالبًا ما يتجاوز مستوى الكثير من  الذكور النافشة ريشها  و رؤوسها فاضية .

من الضروري تقبل  حقيقة أن الناس هنا لديهم نظرة ذكورية مسيطرة تجاه السلطة  وهو حاجز داخلي مدمر فرضته العقلية الذكورية ذاتها ، من خلال تكرار وتعميم الصورة النمطية عن انفسهم بأنهم السوبر و الاقوياء والحكام الوحيدون على المجتمع اليمني ،ولكن لطالما  اغرق هؤلاء الرجال البلاد في مستنقع الحروب والفساد والمجاعة والفقر والنهب والتخلف لماذا لا تعطى فرصة للمرأة في تجربة ادارة الدولة ؟، خاصة وان اليمن لديها تجارب ناجحة لنساء يمنيات حكمت اليمن بكفاءة وبراعة مثل الملكيتين  اروى، وبلقيس التي ورد ذكرها حتى في القران سورة ( النمل ) وكذلك في التوراة.

أن تأثير الذكور على عدد النساء في السياسة ملموس للغاية في اليمن، ومن وجهة نظر نفسية ، يجد معظم الرجال اليمنيين صعوبة في قبول المكانة العالية للمرأة، لذلك من الافضل لنا السعي  لإحضار شخصيات نسوية بارزة من وراء الكواليس إلى المقدمة وهن موجودات وكفاءة ، من اجل ا صلاح اوضاع البلاد بعد ان دمرتها العقلية الذكورية، التي  تؤمن بالحرب اكثر من السلم والتنمية، ولكي يكون ذلك ممكنا، من الضروري اولاً إيجاد طريقة للحد من التأثير الضار للرأي العام والصور النمطية السوداء عن المرأة اليمنية.

فقدت المرأة الجنوبية طيلة فترة الوحدة اليمنية التأثير والمشاركة في بناء الدولة والمجتمع  بعد ان كانت جزء من حياتها قبل الوحدة و قبل الاستقلال كذلك، والآن يمكن أن تأتي إلى السياسة فقط من خلال الديمقراطية والنشاط في القضايا ذات الأهمية الاجتماعية والاقتصادية، كما تفعل دول  تقف فيها المرأة على رأس السلطة، حيث يتم حل المشكلات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للسكان بشكل أفضل من الرجال : مثل أنجيلا ميركل مستشارة  ألمانيا ، إلين جونسون سيرليف رئيسة ليبيريا ، كريستينا فرنانديز دي كيرشنر رئيسة الأرجنتين، ميشيل باتشيليت رئيسة تشيلي،  مايا ساندو رئيسة جمهورية ملدوفا، وكيرستي رئيسة استونيا، حليمة يعقوب رئيسة سنغافورة، كذلك هناك  وزراء دفاع في الدول الاسكندنافية  وفي إسبانيا وفرنسا من النساء.

انتهاك حقوق المرأة هو سمة من سمات الأنظمة الاستبدادية ،وهناك  اتجاه عالمي مثبت يقول ، ان الرجال يفضلون استراتيجيات القوة ، ما يسمى بـ " المنطق الحديدي" للسلطة ، بينما تفضل النساء "المنطق الناعم" ،وهذا يعني أن القوة والمال مهمان بالنسبة للرجال، وبالنسبة للنساء، فإن التفاهم المتبادل مهم، وبالتالي فإنهن يسترشدن بحل توافقي للقضايا، بعيداً عن دافع القوة والسلاح.