آخر تحديث :الأربعاء-17 أبريل 2024-02:05ص

الطارئون عادة لايفقهون ذلك !!

الجمعة - 20 أغسطس 2021 - الساعة 11:57 م

محمد الثريا
بقلم: محمد الثريا
- ارشيف الكاتب


هل تساءلت يوما عن أسباب قوة لوبي الإتفاق النووي في واشنطن وعناد إدارتي أوباما وبايدن في تصميمهما على الدفاع عن الاتفاق، وتشريعه، وحتى مواجهة الحلفاء في سبيل تمريره، الجواب بسيط، لكنه صادم نوعا ما، إنه المال الذي يؤثر على مراكز القرار، والمصالح الاقتصادية التي تستقوي على المصالح الاستراتيجية الكبرى، بل تتحول الأولى إلى الثانية .

تذكر جيدا أن إيران باتت تسيطر اليوم على قرار أربع عواصم عربية ما يعني أن دفة الأسواق الاقتصادية لتلك الدول أصبحت في إطار الرغبة الايرانية تقريبا .  

شيئ من هذا القبيل هو ماتنطوي عليه بعض تحولات العلاقة مؤخرا في المنطقة وتحديدا في منحى السباق المحموم بين الشقيقتين السعودية والإمارات ورحلة إنعاش العلاقات التي تخوضها الدولتان باتجاه بعض دول الإقليم إستجابة لتحديات قادمة وبحثا عن تحقيق مصالح مفترضة حسب تفكير قيادة البلدين المتنافسين بقوة اليوم  .

الزيارة الأخيرة للوفد الاماراتي إلى تركيا مؤكد أنها لاتبتعد كثيرا عن مضامين آلية طارئة يرى الإماراتيون ضرورة العمل بها سريعا لتفادي ما يعتقد بأنه تهديد صريح لمصالح أبوظبي في المنطقة، كما يقرأ من ذلك ايضا إنحناءة الامارات المجبرة اليوم أمام الباب التركي العالي عقب حالة من العداء والشيطنة كانت قد تميزت بها السياسات الاماراتية لسنوات أثناء وصفها للدور التركي بالمنطقة وقبل أن تصبح مسألة التعاطي مع أنقرة كثقيل حقيقي وخيار إستراتيجي لامناص منه في مقام الأولوية القصوى لدى الاماراتيين اليوم ..

وعلى هذا الاساس كما يبدو لم يجد مستشار الأمن القومي الإماراتي الأمير طحنون بن زايد حرجا من خطب ود تركيا ووضع مليارات الدولارات على مائدة أوردغان تحت مسمى الإستثمار في تركيا، وهي بالمناسبة الدولة نفسها التى تحتضن قيادات الإخوان المسلمين وترعى مخططاتهم الارهابية في المنطقة بحسب الخطاب الاعلامي لعديد القنوات الخليجية وفي مقدمتها القنوات الإماراتية ..

تظل مراحل ماراثون المصالح الإقتصادية وجولات صراع المال وما قد يترتب على ذلك من تقلبات في العلاقات السياسية بين الدول الاصدقاء وحتى الخصوم مسائل معقدة جدا وتفوق كثيرا في حدودها وابعادها مستوى السطحية التي تتمتع بها بعض قوى الداخل الناشئة في جوف البلدان المأزومة، وسيبدو هذا واضحا أثناء محاولة تعليق أبواق تلك القوى على خيباتها وسؤ تقديرها لمواقف سياسية سابقة مقارنة بتعليقها اليوم على التقارب الإماراتي التركي وسبب الزيارة التاريخية كما وصفها الوزير الإماراتي السابق أنور قرقاش .

أكتفي بهذا القدر، لظني بأن الرسالة قد وصلت ..!
حقا أتمنى أن لايتكرر الأمر وأن تتوقف قوى الداخل اليمني المرتبطة بمصالح غيرها عن تضليل الناس طويلا وهدر بقايا ثقة جمهورها المهتزة أصلا .