آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-04:30م

جاهلية الأمس أشرف من جاهلية اليوم

الأربعاء - 18 أغسطس 2021 - الساعة 02:23 م

د. الخضر عبدالله
بقلم: د. الخضر عبدالله
- ارشيف الكاتب


الكثير من القراء قد  يتهمونني  بالجنون ,على  هذا المقال وبهذا العنوان , ورغم  ما قد يقال ؛  لكن لأبد أن نوضح بعض من  عادات جاهلية العرب  التي تعد نبراس يحتذى به  , فيوم اشتد الحصار على المسلمين في بطاح مكة صرخ "زهير بن ابي أمية" يوم كان كافــراً في قومه و قال : (يا أهل مكة، أنأكل الطعام و نلبس الثياب و بنو هاشم هلكى لا يباعون و لا يبتاع منهم، والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة).
لم يرض كفّار قريش أوامر سادتهم في حصار و تجويع المسلمين ، و رفضوا الضيم لأنهم لديهم نخوة و شهامة العرب التي تجعلهم يرفضون الظلم و لو على أعدائهم. 
وهناك من يأتي ويقول  إن الجاهلية هي الشرك فقط، وإنه لا جاهلية بعد الإسلام، لكن هناك مظاهر ودلائل على أن الجاهلية في زماننا أسوأ مما كانت عليه وقت الجاهلية الأولى (بخلاف الشرك الصريح بالله عز وجل)، كما أن هناك تحذيرات من الجاهلية بعد الإسلام كما قال عمر بن الخطاب- رضي الله عنه: "يوشك أن يُهدم الإسلام حجراً حجراً من جهل عادات الجاهلية.
وفي فترة الجاهلية الأولى  كان فيها من الصفات الحسنة ما يغفل عنها الكثير من الناس، سواء على مستوى الفرد أو على مستوى المجتمع، ومثل هذه الصفات جاء الإسلام ليؤكدها وليثبّتها في المجتمع، لكن -للأسف- الكثير من هذه الصفات الحسنة أصبحت غير موجودة الآن في مجتمعاتنا، كما أن الصفات السيئة في الجاهلية والتي جاء الدين ليحاربها وليغيرها بالكلية، الكثير منها أو الغالبية العظمى (عدا الشرك الصريح بالله) أصبح منتشراً بشكل كبير الآن.
فحالنا اليوم بالنسبة لصفات الجاهلية الحسنة (والتي أكدها الإسلام)، فإننا قد تخلينا عنها إلا قليل القليل من القابضين على الجمر , فالظلم أصبح منتشراً بين الناس, والقتل وإحراق المنازل وسرقة الممتلكات , والتربص بالأخرين , والكذب  تفشى ووصل لدرجة الفجور ! والخيانة انتشرت حتى صار الإنسان لا يأمن الأخر على ماله , والنفاق والشقاق  والتعرض على عورات الناس و البخل والشح ومنع الصدقات  حتى أصبحت هذه القضايا متفاقمة بين أوساط المجتمعات . 
أما المروءة والجوار، فحدث عنها ولا حرج , فقد تحول الناس  إلى مجرمين , فترى جارك هو الذي  يؤذيك , وترى صاحبك بالأمس  -وربما أحد أقاربك- يفرح لمعاناتك وظلمك ، وترى انعدام المروءة وصل حتى ترى  الأخ يقذف أخته بالكلمات السوقية المخلة بالآداب الإسلامية , ولا يتحرك لنصرتها  أحد، ومن أهم صفات الجاهلية التي نعيشها حالياً، اتباع الهوى والتنازل عن بعض ما أنزل الله .. فما أكثر صفات الجاهلية الخبيثة بيننا الآن! وما أبعدنا عن صفاتها الحسنة!
خلاصة القول..  إن كان من الصعب أن نتحول إلى مسلمين يأتمرون (بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام )، فعلى الأقل دعونا نحاول أن نكون مجتمعاً جاهلياً أفضل!.