آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-09:52م

التعليم ماضي وحاضر

الإثنين - 16 أغسطس 2021 - الساعة 05:20 م

طه منصر هـرهره
بقلم: طه منصر هـرهره
- ارشيف الكاتب


لو عملنا مقارنة بين الماضي والحاضر وبين الأمس واليوم لوجدنا ان الماضي أفضل من الحاضر من حيث التربية والتعليم وعدم وجود لسياسة التجهيل الخبيثة التي تفشت في عصرنا الحاضر. 

 

سأوضح لكم بعض السلبيات والايجابيات المصاحبة للتعليم في الزمن الماضي والزمن الحاضر.

 

لقد أمتاز التعليم في الماضي انه كان يخضع لنظام وقانون إضافة الى صدق النوايا وحب الدراسة والإلمام بها "برغم قلة الامكانيات والمواصلات ووسائل الإتصال والتواصل"وقلة وجود المدارس العامة والمعاهد الخاصة الا ان التعليم في الجنوب كان له نكهة غير عادية' فكان هناك مواضبة والتزام بالدوام المدرسي من المعلمين والطلاب معا" فيحضر الطالب كل الحصص الدراسية والوقت يحلو معه لا تراه يضيق ولا يشغل نفسه بأمور جانبيه خارج المدرسة" فلا يوجد طلبة يمضغون القات ولا الفوفل ولا الشمه ولا شبكة انترنت ليدمنو عليها ولا سهر الليل وإرهاق الجسم "فالكل ملتزم بواجبه.متيقنين وآملين بمستقبل مشرق"

 

وللعلم ان الدراسة بالماضي كانت فترتين في الصباح وبعد الظهيرة أي تمر فترة النهار وكلها دراسة محفوفة بالجد والنشاط "وأما المساء فهو لمراجعة الدروس العلمية والعملية وهكذا"

 

حيث كان المعلم في الماضي وخصوصا في الأرياف يقطع عدة كيلو مترات ومسافات طويلة مشيا على الأقدام للوصول الى المدرسة التي يعمل بها في تلك المنطقة أو تلك القرية أو ذلك المركز "يستيقظ فجرا ويعود بعد الظهر وربما قبل العصر "يؤدي عملة بجد وصدق ونشاط دون كذب أو نفاق أو خداع أو مجاملات أو أعذار" وما أكثرها هذه الأيام.

 

اليوم وفي حاضرنا المتطور أصبح التعليم تحت الصفر برغم توفر المدارس العامة والخاصة وتوفر المواصلات والمعلمين والكتب المدرسية ووجود تقنية المعلومات "بل هو عصر الانترنت وكل الخدمات" إلا ان التعليم أصبح مهزلة تمارس فيها سياسة التجهيل "من الدولة والوزارة والمكاتب التربوية والمعلمين وأولياء الأمور والطلاب أنفسهم.أي من الجميع دون إستثناء.

 

لاحظنا ونلاحظ في كل يوم الكثير من الشباب' خريجي التعليم الإعدادي والثانوي والجامعي لايستطيعون الكتابة والقراءه بشكل صحيح"قد يتهم البعض الدولة أنها هي لاسواها من تنتهج سياسة التجهيل! لكننا وبما ذكرنا سابقا ڤإن الجميع يتحمل المسؤولية "وأما دور الآباء فمعظمهم سلبي خصوصا هذه الأيام حيث لم يستطيع الكثير منهم وضع أسس صحيحة لتربية ابنائه وتعليمهم فتجد خريج ثانوية وخريج جامعة لديه نسبة إمتياز لاكنه لا يستطيع أن يقرأ أو يكتب جيدا"وفوق هذا تنعدم اخلاقة ويقل ادبه مع الاخرين"

 

كذلك مانراه ونسمعه من محادثات وتسجيلات للشباب عبر شبكة التواصل الاجتماعي وخصوصا الواتساب والفيسبوك تتفطر لها القلوب الآما وحسرة. فهناك من تراه ليل نهار وهو ينزل تلك المحادثات والمنشورات والتي لاتكتب بشكل صحيح وفوق هذا فتراه يسب هذا ويشتم هذا ويقذف بهذا وكأنها مواقع سوقية لا مواقع إجتماعية .

 

الذي أريد قوله هو فقط التوضيح والتذكير بان التعليم في الماضي كان له رونق اخر ونكهة رائعة وماعلينا حاضرا هو الإجتهاد والإلمام قدر المستطاع حفاظا في تربية ابنائنا وتعليمهم والحرص عليهم من عوامل الزمن الخبيثة التي لاترحم أحد."فالطياح طريق سهل لكن العودة إلى ماقبل صعب جدا .

وكما قال الشاعر :

ومنْ لم يذق مرَّ التعلمِ ساعة ً × تجرَّعَ نلَّ الجهل طولَ حياته.

 

ومن فاتهُ التَّعليمُ وقتَ شبابهِ × فكبِّر عليه أربعاً لوفاته.

 

ودمتم••