آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-06:36م

تعز تكشف الحقيقة

الأحد - 15 أغسطس 2021 - الساعة 10:56 ص

جمال لقم
بقلم: جمال لقم
- ارشيف الكاتب


الأصولية مصطلح يشير إلى منظومة متكاملة لجماعة أو طائفة أو حزب و تؤمن أيمان مطلق بفكر معين قد يكون عقائدياً أو دينياً أو عرقياً أو جهوياً أو حتى سياسياً ..

  منذ إنطلاقة المسيرة الحوثية من صعدة و سيطرتها على كثير من مناطق اليمن عملت على الإستحواذ على السلطة و النفوذ و القرار و الثروات و عملت على تسخيرها فقط لخدمة أهداف جماعتهم الدينية و تفضيل جنسهم و سلالتهم على بقية المواطنين في تلك المناطق ، و على الرغم من الصبغة السياسية و الوطنية التي تحاول تظهرها تلك الجماعة فإن أي حوار أو شراكة مع الآخر لن تقبل به إلا أن تم تحت سقفها و أن لا تتعدى تلك  الشراكة أو نقاط الحوار التنازل عن أي من مصالح و فكر و عقيدة الجماعة ..

  دعوة المجلس الإنتقالي الجنوبي لعقد مؤتمر حوار جنوبياً جنوبياً كان مزمع عقده في القاهره يبدو أنها قد فشلت ، و يرى كثير من القادة السياسيين و المكونات السياسية الجنوبية أن على المجلس الإنتقالي أولاً أن يتخلى عن أصوليته المتمثلة في فكره الجهوي المناطقي و أن تكن دعوته جادة للحوار من خلال قبوله و إقراره بأنه أحد المكونات الجنوبية على الساحة  لا أن يسعى لإذابة البقية في بوتقته ..

   منذ وصول الشرعية إلى الرياض في العام 2015م أنشئت آلة كبيرة و متنوعة من وسائل الإعلام و جندت جيشاً لها من الإعلاميين لضخ رسالة مفادها أن الشرعية هي الدولة و رجالها رجال الدولة و أنها من ستعمل من خلال الجميع و للجميع .. لكن من يتابع أحداث شبوه و تعز و آخرها أحداث الأربعاء الدامي تكشف حقيقة أن لا وجود للدولة و رجالها و أن جماعة الإخوان هي تسيطر على مفاصل الدولة و تسخرها خدمة لجماعتها الأصولية..

  من الواضح أن من يسيطر على الوضع في اليمن و يتحكم بإدارة الصراع هي جماعات أصولية بعيدة عن الوطنية ، و لهذا تفاقمت الأزمة اليمنية و  زاد من تفاقمها أيضاً أن  التدخل الأقليمي كان وفق المنطق الأصولي و الذي ساهم في بشكل كبير في تعزيز تواجد تلك الفرق الأصولية على الأرض ..

 و بالشكل الذي تتواجد فيه تلك الفرق فأن لا أمل يلوح في الأفق لإنفراجة قريبة و إحلال للسلام و حتى المبادرات الأممية و الأقليمية التي تظهر بين الحين و الآخر لا تعدو كونها محاولات أخرى لتعزيز التواجد الأصولي و ما تقوم به إلا محاولة ان يكون ذلك التواجد متوازن القوى و السلطة و ما ذلك الا سلام هش و مرحلي قابل للتعطيل او الٱنفجار في أي لحظة مثله مثل سابقاته العراق و لبنان ..