آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-12:17ص

دولة العطاس شخصية مدنية لا دموية !!! 

الأحد - 15 أغسطس 2021 - الساعة 09:56 ص

عوض كشميم
بقلم: عوض كشميم
- ارشيف الكاتب


كل ما يعانيه الجنوبيون ونخبهم السياسية هو الارهاب الفكري ..

لمجرد اي جنوبي يذكر ماضي الجنوب السلبي وصراعاته يتحول الى خصم وتقوم الدنيا عليه ولا تقعد ...

العطاس مخزن تأريخي شاهد على جميع مراحل الصراع الجنوبي ودورات العنف الماضية وإفرازاتها واثارها التي دمرت الجنوب تحدث في برنامج الذاكرة السياسية على قناة العربية في معرض رده على اسأله المحاور تكلم عن وقائع تأريخيه وقال ان الدولة في الجنوب مخترقة .

وذكر ان التطرف هو السبب في كل ما حصل 

وكشف عن الصراع بين الرئيس سالمين وعبدالفتاح

ورغبة اليسار المتطرف في القيادة الى الذهاب بالدولة وتوجهها الى الاتحاد السوفيتي بينما سالمين كان توجهه الى الصين.

وذكر جريمة اغتيال الوزير صالح مطيع بانها خطأ وان تهمة كانت انه لعب دور كبير في عودة العلاقات مع دول الخليج واكد العطاس ان كل تحركات مطيع يشعر فيها القيادة وبالتنسيق .

ما مبرر اغتياله ؟

السبب هو التنافس الشخصي والصراع على السلطة والنفوذ والحكم ..

هل غلط العطاس عندما قال ان علي عنتر عبئ خزان الجيش من محافظة لحج ؟

عندما تناول دولة العطاس ثمة اخطأ غير مقبولة هذا يعني انه على دعاة مشروع دولة الجنوب القادمة عدم تكرار هذه الأخطأ بكل مسئولية .

وكأنهم تناسوا ان التبعية والانجرار وراء طرف اقليمي أو دولي  بشكل متطرف وتحت مبررات ايدلوجية لم تصمد هي بسبب منحى سياسي غير ناضج في محيط جغرافي عربي نقيض لتوجهك الايدلوجي !!!

اليوم الواقع يعيد تكرار نفس النهج والمنحى الفوضي بتلك التبعية المهرولة التي تهيمن على القرار الوطني بشقيه الشرعي والانتقالي ...

عابثون متعطشون للسلاح ويربدون كيان ودولة على مقاسهم لا تضع معيار ناظم للوزن الاجتماعي ولا السياسي لبقية الاطراف والقوى الجنوبية سياسيا واجتماعيا ويتكلمون عن حوار جنوبي جنوبي فاقد للبنية الصلبة الجامعة المعبرة عن قيم ومبادى الحوار ومرجعياته !!!

هذه العقلية ترى في الامساك بالسلاح وبالقوة هو الطريق الوحيد لتطويع الجنوب من اقصاه الى اقصاه بخلفية وعي المليشيات ويربدون يحكمون الجنوب بحواضن مثلث السلاح ؟؟!!

معناه يؤسسون لدورة عنف وصراع قادم لا يشتمل على حدود الجنوب بل يستدعي دخول اطراف اخرى وامتداد الصراع الى خارطة اقليمية على اقل تقدير .

فبدلا من الاصغاء الجيد لما قاله رجل دولة معاصر واكثر مدنية نأى بنفسه عن الصراع وروائح الدم .

ذهبوا الطارئين على الجنوب وقضيته يشككون وينالون فيما قاله شخص العطاس الذي عاصر مراحل الصراع منذ الستينيات وكان عامل مشترك للتهدئة والتوازن والتوافق .

كان أكثر قيادي جنوبي شجاعة في قول الصدق مقارنة برفاقه في راس هرم قيادة دولة الجنوب السابقة 

لم يجرؤا غيره على هذا القول لان اغلبهم مورطين بجرائم كبيرة بعكس العطاس صاحب سجل نظيف وابيض مثل بياض الثلج وشخصية تتكئ على تأريخ مثقل بالنزاهة الوطنية .

لهذا اطراف الصراع تهاجمه لأنه يكشف عورتها ولا احد يستطيع ادانته عن ماضيه السياسي والقيادي .