العطاس افرغ شيئاً من كنانته ، و لسان حاله يقول (ردها عليَّ إن استطعت) ، وبما أن الرئيس عبدالفتاح مات وعلي عنتر مات فما بقي إلا الرئيس علي ناصر محمد والرئيس علي سالم البيض يردان أو يقران بمحتوى المقابلة ويسكتان.
في وسط المعمعة هناك من يقول (مش وقته) وهذا طرح مزبلات التاريخ التي منعت مناقشة تجربة اليمن الديمقراطية، وانا برأيي ان اصحاب مش وقته يفتقرون الخبرة السياسية والثقافة الديمقراطية التي تمكنهم من احتواء التجارب في سياقها ويستذكرون التاريخ بمآسية ويحاكموا المناطق والاجيال والفئات بجرم لم يرتكبوه، ولا يريدون أن يعاملهم الاخرون بالمثل وهذا حقهم ، لكنهم أيضاً لا يعرفون اهمية التاريخ لهذا يتعاملون معه بالهرب أو كالنعامة ودس الرأس في التراب.
مثال: لو أن نائب رئيس الوزراء السابق "أحمد الميسري" كتب أو بث شهادته بموضوعية عن احداث اغسطس ٢٠١٩ على حداثتها فإنه سيقدم خدمة جليلة للتجربة السياسية الجنوبية في سبيل تراكم الخبرة وصناعة النخب وتجاوز اخطاء الماضي وشهادته ستغدُ بحق ذات يوم وثيقة هامة للتاريخ، والعكس صحيح لو أن الشيخ هاني بن بريك قام بهذا الدور من زاوية الاحداث الاخرى التي كان يقودها أو يشرف عليها لوثق المرحلة ولشكرته الاجيال ، وإن كنت أفضل أن يتريث الاخيران عن الكتابة او الشهادة عن المرحلة حتى تهدئ السجالات السياسية و كي تكون شهادة أياً منهما هدفها التاريخ كما يفعل العطاس اليوم وليست على صعيد المناكفات الجارية.
لا يحجب الشمس إلا أرباب الظلام الذين لا يحبون أن يرى الناس اعمالهم الغير مشرفة.