آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-11:22م

المتطرفون  في تعز...

الجمعة - 13 أغسطس 2021 - الساعة 07:53 ص

بشار الطيب
بقلم: بشار الطيب
- ارشيف الكاتب


 

المتطرفون  في تعز يحاصرنا الخوف أينما يممنا وجوهنا نتيجة التطرف، ويداهمنا الغثيان ونحن نرى البعض قد مسخوا الى مخلوقات أكثر تخلفا من الحيوانات وانتهجوا سبلا ما عرفتها شريعة الغاب من قبل، وأمام ما يحدث من جرائم بحق الانسان تغادر البسمة شفاه الصغار وتموت أحلام الصبايا وتنتحر حكمة الشيوخ، وأشد أنواع الانحطاط ما كان متصلا بالأفكار المظلمة الشريرة، وأبشع صور الرذيلة تلك المتعلقة بثقافة العنف والدم والانتقام.
المتطرفون، وبكل عناوينهم وأشكالهم وألوانهم ومسمياتهم، لا تروق الحياة لهم إلا إذا غرقت في بحر الظلام الدامس، فهم لا يعرفون منطقة الوسط، ولم يقتربوا يوما الى منطق العدل، رؤوسهم مشدودة الى الخلف، الذين يعملون ليلا ونهارا على اشاعة الخوف ونشر ثقافة الرعب لكي تكون الحياة مستودعات للتخلف، متسترين خلف مقولات ليست لها علاقة بالقيم الانسانية الرفيعة ولا بما أمر به رب العزة والجلالة من اشاعة روح المحبة والالفة والتعاون ونكران الذات.
أيّ فكر متخلف هذا الذي يبيح إستباحة الأرض والعرض وقتل إسرة كاملة من أجل قطعة أرض  ؟ وأي فكر أسود هذا الذي يمنح أصحابه قتل  الابرياء؟ وأية عقيدة فاسدة هذه التي تحلل سرقة أموال الأرامل والأيتام بغير حق؟
كل الرسالات السماوية تبشر بالخير، وكل الانبياء يتحدثون عن الانسان باعتباره قيمة عليا، وكل من   التفوا حول تعاليم السماء لصالح مصالحهم وشهواتهم، ووظفوا لهذا الغرض الاموال الطائلة، وانقلبت مدينة تعز   الى ساحات للنزاع والخصام واراقة الدماء.
اليوم مدينة تعز  امام طريقين لا ثالث لهما، أما التخلص من الهيمنة الشريرة والخروج من بؤر الظلام الى عالم مشرق جميل، أو إستمرار حكم هؤلاء المتطرفين والاستمرار في هذا النهج العدواني المدمر الغارق في الوحشية والتخلف.