آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-08:31ص

لو كان الفقر رجلا لقتلته

الأربعاء - 11 أغسطس 2021 - الساعة 12:51 م

انور ثابت بن عبدان
بقلم: انور ثابت بن عبدان
- ارشيف الكاتب


ما شقت أمة ولا اندثر ذكرها بمثل شقائها بجهلها المستشري في شرايين جسدها ولا ظلت طريق العلم والتطور إلا يوم أن ولت امرها وقيادتها لجهالها  فالجهل آفة ضارة تنخر في جسد كل أمة فترديها أثرا بعد عين .

وكأنها كانت بالأمس حاضرة  وهو رأس الآفات التي لا دواء له  ومصدر البليات التي لا عافية منه  ومنتزع النعمات التي لا بركة فيه  شرره قاتل وخطير يفتك في كيان الأمة فينتشر فيها كالنار في وسط الهشيم  شره يطال الأمة في إيمانها الراسخ  وهويتها الثابتة  وإنتاجها المثمر  وضرره على العمل الصالح كبير وعظيم فهو يهدم أبنية مشيدة بنية قلب  وبحضور روح  وانصراف وجه  ويعدم أقوام أحياء بعد توسيد الحكم الى غير اهله بكل خزي وذل وعار  وانه قد يأتي عليهم بالبطلان والفساد والخسران المبين  فلا عقل معه يعقل  ولا قلبا معه حاضر  يتخبط صاحبه يمنة ويسره  فيبقى في هم  ويسير في عتمة  وقد يتسبب بنقص وعدم إتمام كمال الرجولة على الوجه المطلوب  فيجعل من الرجولة مهزلة ومن المواقف مهترة  فيتسبب بتركه بالكلية في ظلام دامس لا نور ولا معرفة فتستحيل صاحبه اعمى بعد ان كان مبصرا  وقد يجعل صاحبه.


يرتكب البدع والخرافات معتقداً يعتقده فيتخذها منهجا يسير عليها سنوات طويلة فيظن أنها اعمالا صالحات تقربه إلى ربه .

انه لا شيء في العالم خطر يهدد مستقبله مثل الجهل المخلص ، والغباء المتعمد 
ان الفرق بين الحكيم و الجاهل فرق كبير فالاول يناقش في الرأي بعلما وفهم  والثاني يجادل في الحقائق بقلة علم وفهم  فالجاهل صغير وإن كان شيخاً وقور وذو مكانه ومنزلة  والعالم كبير ولو كان حدثاً صغير بسنه  وإنه وعلى مر العصور القديمة والحديثة ما رأى التاريخ جاهلا فاز وظفر بغنيمة إلا هلك على يديه أكثر منها ولا سار في دربه أحدا إلا ضاع وانتهى .

يبقى الجهل معضلة كبير في خاصرة كل مجتمع ولن يزول إلا بالعلم والوعي بين أفراده  فما من مجتمع كافح هذه المعضلة الخطرة الا تقدم وازدهر  ومن تخلف عن محاربته ومكافحته إلا فشل وضعف .

ان القادة الجهال لا ينتصرون لأنفسهم بقضية واحده  فكيف بنصر أوطانهم وتلبية نداء استغاذته  فجعلوا من الجهل قبلة يتاجرون بثروته ليلا ونهارا فيبيعون دينهم ووطنيتهم  ويفتحون للعدو أبوابه المؤصدة بكل ساذجة وغباء .

لا يصنع المجد الا رجال عقلاء علم وفضيلة وفضيلة ، وإنه لا يلقى للجهل مكانا الا ببيعة كل ما رزقه .