آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-04:40م

هل كان قدوم هادي رئيسا لليمن هو السبب في حدوث الأزمة حتى يصبح رحيله حلا لها؟

الأحد - 08 أغسطس 2021 - الساعة 12:57 م

محمد الثريا
بقلم: محمد الثريا
- ارشيف الكاتب


 

ألهذا الحد إنحدر مستوى تفكير بعض قيادات المؤتمر الشعبي العام حينما وجهوا الدعوة اليوم إلى (حل أزمة اليمن من خلال نقل صلاحيات الرئيس إلى نائب توافقي أو مجلس رئاسي) !!

وهنا أتساءل، هل يغيب حقا عن مخيلة تلك القيادات حقيقة الصراع القائم منذ سنوات حتى يتم إختزاله اليوم في شخص هادي، وأن الأزمة اليمنية نفسها بدأت منذ ما قبل مرحلة هادي رئيسا؟ 
ثم، ألم يكن هادي يومئذ رئيسا توافقيا بموجب المبادرة الخليجية ومباركة الأحزاب اليمنية ورغم ذلك تم الإنقلاب عليه وقامت الحرب؟ أي أن مبدأ التوافق حينها لم يمنح الإستقرار ولم يمنع حدوث الحرب، فما الذي تغير إذن اليوم حتى يصبح الحديث عن نائب توافقي سبيلا لحل الأزمة؟

للرئيس هادي الكثير من السلبيات والخيارات الخاطئة طيلة فترة حكمه هذا أمر لاخلافه فيه، وليست لدى أحد مشكلة في رحيل هادي إذا كان هذا الأمر سيشكل بالفعل حلا حقيقيا للأزمة .
ولكن ياعزيزي، التجربة والواقع يقولان غير ذلك تماما !

فهنالك حقا صراع مشاريع ومصالح باليمن يمضي وفق أجندات خارجية وأدوات محلية منفذة تتجاوز في مجملها شخص هادي ورغباته، كما وأنه أيضا ليس من مخرج لهذا الصراع سوى أن تجلس قوى الإقليم وحلفائها الدوليين أولا على طاولة التفاوض والتوافق فيما بينها ووضع تسوية حل النزاع باليمن قبل أن يأت الحديث لاحقا عن توافق أطراف الداخل كتحصيل حاصل، وأن دون ذلك من حلول ومقترحات صدقني ستظل مجرد دعوات بائسة نحو الدوران الممل في حلقة الصراع المفرغة ليس أكثر ..

( ان مغادرة الرئيس هادي المشهد بغير الترتيب المسبق لمرحلة مابعد هادي ودون إكتمال عقد التوافقات الدولية حول كيفية إنهاء الصراع باليمن قطعا سوف لن تعني إلا الإنتقال فقط إلى مرحلة جديدة من تعقيد الأزمة وليس حلها ) .