آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-10:52م

قرار الحوثيين الأخير وزيارة طهران وأشياء أخرى !!

الأحد - 08 أغسطس 2021 - الساعة 12:50 ص

محمد الثريا
بقلم: محمد الثريا
- ارشيف الكاتب


 

تظل خطوة التأشيرات الملزمة التي لجئ اليها الحوثيون عبر قرار اصدرته الجماعة مؤخرا وتم تعميمه على منافذ وفروع مؤسسة النقل التابعة لها خطوة إرتدادية بالأساس ! وفي رأيي، يسعى الحوثيون من وراء تلك الخطوة الى إستباق تعويض خسارة مفترضة لواقع التمايز الإقتصادي والمعيشي بين مناطق سيطرة الجماعة وتلك الواقعة تحت سيطرة مناؤيها والتي تعد خسارة لمساع تكريس سلطة الإنقلاب على مدى سنوات الحرب المنقضية .

ولطالما كرس تباين الوضع الإقتصادي وفارق صرف العملات الاجنبية بين مناطق الشرعية والحوثي حقيقة الإختلاف وواقع الإنفصال الإداري بين السلطتين المتصارعة طيلة فترات الصراع القائم بينهما، غير أن إقدام الشرعية مؤخرا على محاولة تقليص أثر ذلك الواقع عبر ضخ المليارات من الفئة القديمة للعملة المحلية هو ما شكل تطورا هاما وهاجسا مقلقا لدى الحوثيين، وأظنه السبب الذي دفع بدوره الى ضرورة تحرك سلطات صنعاء إحترازا وإستدراكها ربما إلى أهمية الحفاظ على واقع التمايز بين مناطق الطرفين على الأقل ريثما يضمن الحوثيون تحقيق مكاسبهم عبر تسوية سياسية للحل الشامل برعاية دولية .

إلى ذلك بإعتقادي أتت تلك الخطوة المفاجئة اليوم من قبيل قرار تنظيم حركة النقل عبر تأشيرات فرز مبتدعة أملا بتحقيق الهدف السياسي المراد منها فقط .

لاحظ أن إقرار الخطوة الحوثية جاء عقب زيارة ناطق الحوثيين لطهران ما يعني أن رغبة حل الصراع باليمن ليست متاحة لدى إيران في الوقت الراهن، وهنا ليس أفضل من تأكيد واقع تنافر الأطراف وفصلها لضمان تحقيق تلك الرغبة ..

والى ذلك فخطوة التأشيرات الحوثية في بّْعدها الأخر تمثل بالفعل إختبارا حقيقيا لمعرفة مدى تماسك معسكر الشرعية المدعوم من التحالف والمتمثل اليوم بطرفي إتفاق الرياض .

ولاشك هنا أن الإنجرار وراء هاجس ضرورة الرد على الخطوة الحوثية سيمثل أيضا نتيجة الإختبار المراد معرفتها والبناء عليها من قبل الحوثيين، ينتظر الحوثيون من مناوئيهم  تلك الخدمة بفارغ الصبر، وهذا تحديدا ما لانتمنى حدوثه ..

ختاما، وتعقيبا على بعض الأصوات الجنوبية المتحمسة والمتفاعلة مع المعطى الجديد الذي فرضه الحوثيون اليوم أود الاشارة فقط الى أمر مهم ! 
للجنوبيين قضية عادلة، وفي رأيي ان معالجة وحل تلك القضية في مسارها الصحيح وبما يضمن نجاعة تلك المعالجات أمر لاينبغي ان يحدث ويمر إلا عبر طاولة المفاوضات السياسية وتحت رعاية المجتمع الدولي ..
لايحتاج الجنوبيون الى تقليد خطوات الحوثيين كما انهم ليسوا بحاجة الرد على كل تصرف تبديه سلطات صنعاء طالما وانهم لازالوا ملتزمين بالعلاقة مع التحالف، الى ذلك فإن اي ردة فعل هنا يتوجب ان تأت في إطار ذلك الطيف المتحالف ككتلة واحدة .

ان ماصنعه قرار الحوثيين امس ليس طارئا يستحق تهور الجنوبيين وبالتالي وقوعهم في دائرة وسم الإنقلاب ومشاركة الحوثيين تلك الصفة التي تصارع الجماعة الى التخلص منها رغم سيطرتها على مناطق واسعة وفرضها امرا واقعا منذ سنوات.

ومن هنا نكرر مجددا، اي تحرك في حال اقتضت الضرورة ينبغي ان يكون ضمن منظومة الفريق الواحد وتحت مظلة التحالف حرصا على سلامة الخطوة وتقديرا لحساسية الموقف .