آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

طور الباحة ودهاليز السياسة

السبت - 07 أغسطس 2021 - الساعة 10:32 م

ابراهيم العطري
بقلم: ابراهيم العطري
- ارشيف الكاتب


تشهد مديرية طور الباحة هذا الأيام غليان شعبي كبير  لجانب استغلالات سياسية واستقطابات  عسكرية لأبناء القبائل في الوقت الذي شهدت فيه المديرية انفلات أمني غير مسبوق.

فمن سياسة نظام  الاحتلال في صنع حكومة تصريف الأعمال إلى ثقافة سيناريو  الاقتتال الداخلي بذريعة الثأر وحجة الانفعال .


وكل هذا التكالب العدواني في  الاراضي المحررة يأتي من منطلق حرص أولئك الاعداء على السيطرة على أهم الممرات الدولية باب المندب.

انفجار الوضع بالصبيحة هدف رئيسي لتحقيق الوصول الآمن  الى مدينة عدن وباسرع وقت ممكن.


خلق اشكالات داخلية وخارجية في مدن الصبيحة رسالة توحي عن وجود عناصر الحركة في قلب المنطقة مما يدفع بأولئك الطائشون لتحقيق أهداف الاعداء والطامعين في خلق فجوة بين أبناء الوطن الواحد.

فكم هي الألوية الحديثة التى سمعنا عن اعتمادها من مختلف الجهات ومن عدة أطراف النزاع.

الا ان المديرية باتت خارج السيطرة ولايمكن لأحد إدارتها بمضمون اداري  حقيقي في ظل التخبط السياسي والاقتصادي.

فلا أحد يعمل لصالح المديرية إلا القلة القليلة من أولئك العظماء المخلصون الذين لاحول ولاقوة لهم فماذا عسى هم فاعلون اذا كانوا خارج المشهد .

شرفاء المديرية مازالوا ينظرون عن بعد ولا يستطيعون عمل الواجب في احتواء الموقف من خلال مفهومهم الغزير بعدم السماع لمقترحاتهم وان ابدوها ولهذا فضلوا الصمت في مجتمع لايجيد السكوت الا عن الحق.

فمن خلال تواجدي اليوم في سوق طور الباحة واستماع راي الشارع ومعاينة بعض المحلات التجارية وزيارة بعض القيادات العسكرية  استشعرت وجود فجوة كبيرة إن لم يكن  تنافر مجتمعي.

فبالرغم من جدية البعض في اتخاذ الإجراءات اللازمة لنجاح عملية السلام والوئام الا ان الفئة الأضخم هي من تقف وراء الأزمة.

فلم تكن زيارتي  لطور الباحة سياسية بحجم مما هي كانت  عبارة عن موقف  إنساني مع احد الأهل وذلك لمعاينة مريض بالمستشفى مع انني جزء من أبناء هذا المديرية ويهمني مايحدث فيها من تغيير الا أننا لم اتمكن من زيارتها لظروفي المادية التي احرمتني الكثير من المواقف مع معظم الأهل والأصدقاء والأحبة.

لقد كان من حسن الحظ اليوم اللقاء بالقائد المناضل الجسور علوان العطري احد أعمدة ثورة الاستقلال الوطني واحد كبار قادة المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة لحج  فمنذ دخول مقر المجلس وانا اتابع لجموع من المواطنين وهم يكتظون على ساحة المقر الرئيسي للمجلس الانتقالي بالمديرية للجلوس مع القائد.

دخلت بمعية ولد العم عبده هواش العطري أحد ضباط الحزام وقائد القطاع الأمني  السابق بالمديرية وذلك لألقاء التحية على قائد ومفجر الثورة الشيخ علوان العطري والمباركة بالقرار الجديد المتمثل بتشكيل لواء مقاومة.

وحين دخلنا فؤجينا بأمتلا المكتب التنفيذي للقيادة المحلية بعدد من الشخصيات الاجتماعية والسياسية والمشائخ ورجال القبائل.

حيينا القائد علوان وباركنا له ذلك والتمسنا بعض معاناته إلا أننا لم نطول وذلك نظرا للمشاغل فاعتذرنا ... وبينما ونحن في باب المقر الرئيسي للمجلس اذا بعدد من رفاق الدرب وعلى ملامحهم الاكتئاب النفسي هممنا بمعرفة السبب ولكنهم حاولوا التحفظ ومع اصرارنا افشوا لنا بعض الشيء...  هموم كبيرة وآمال اكبر مشاكل وخصام وافكار في أنشأ دولة نظام.

لم نتوقف عند هذا القدر من الفهم  فقط بل إننا واصلنا المضي نحو الاستماع لوجهات نظر الناس البسطاء فكانت المفاجأة.

لم يتطلع أولئك البسطاء الى مناصب قيادية كبيرة للدفاع عن مكانتهم الضعيفة ومقاومة الطامعين بل إن البسطاء وحدهم من وجدناهم على مبادئهم الوطنية دون تبدل... البسطاء وحدهم من رئنا على ملامحهم زخات من مطر  الامل نحو الانتصار لكلمة الحق ووقف العبث وإدارة المديرية بروح اخوي عالي.

البسطاء من الناس وحدهم من أنكروا العصبية والشللية وثقافة المناطقية ... البسطاء فقط من حدثونا عن هموم الشعب ومشاق  معاناته في إيجاد  لقمة العيش.

البسطاء وحدهم من أعلنوا النفير العام ضد الفساد والمفسدين وقلب الطاولة في وجوه جبابرة العصر.

البسطاء وحدهم من فكر في أنشأ لجنة مجتمعية لمعالجة قضايا المديرية وصناعة قرار جامعي لحمايتها من عبث العابثين وكبح طمع الطامعين .

أن فكرة اللجنة المجتمعية وان كانت حديثة الصنع الا أنها فكرة جوهرية للخروج من الدوامة وذلك بنجاح خطة حكم الشعب نفسه بنفسه.

فكرة التشارك في صناعة القرار واتخاذ الإجراءات القانونية ضد من يخالف إرادة الشعب وكبح جماح مرتادي ثقافة نهج القوة رسالة سامية لايفهمها الا الشرفاء من أولئك العظماء المخلصون للوطن.

فلم يكن الوطن مجرد سلعة تباع بالمزاد العلني متى دعت الحاجة  أو رقعة صغيرة من  عقد ايجار وما تلك  الفكرة الشاذة إلا واحدة من أفكار وتصاميم ديكور الحكم العائلي  من نظام الاحتلال.

فما رسالتنا الى قيادة وأعضاء اللجنة المجتمعية إلا واحدة من  ثلاث رسائل سنوجهها في سياق مقالنا هذا الاولى١- للجنة المجتمعية عليكم عدم التسرع في  اتخاذ بعض القرارات  الارتجالية والمضي بخطا ثابته نحو اقتلاع الفساد والمفسدين بطريقة سلمية حضارية وروح معنوية عالية.

وأما رسالتنا الثانية إلى القيادة المحلية للمجلس الانتقالي وكل شرفاء الوطن بالاهتمام والرعاية لهذا اللجنة وتحفيزها لمواصلة المشوار نحو إعادة ترتيب الأولويات الوطنية والقيام بواجبها في إصلاح الاعوجاج.


رسالتنا الثالثة والأخيرة الى أدوات الخارج اينما كانوا بمختلف توجهاتهم السياسية عليكم أن تدركوا جيدا أن القوة والعزة والكرامة في نصرة المظلوم والوقوف مع الحق ... ولتعلموا جيدا أن ثقافة نهج  القوة لن تحقق لكم هدف اكثر مما قد ترديكم وستنقلبوا خائبين ... فلتخرجوا منها بسلام وأمان لتعيشوا في أطرافها بصمت وهدوء ... لتعلموا أيضا أن هناك من هم اكفاء ووافى منكم في إدارة شؤون البلاد وانكم قد فشلتم بها مما لايرضاه شعبنا ولايقره عرفنا ألقبول بحمكم الفاشل.


كتب ابراهيم العطري في٧اغسطس٢٠٢١م