آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-06:03م

بلاد يحكمها الفاسدون

الجمعة - 06 أغسطس 2021 - الساعة 04:40 م

د. الخضر عبدالله
بقلم: د. الخضر عبدالله
- ارشيف الكاتب


إذا رأيت بلادا تعيش في حالة حرب   بينما ترتفع فيها قصور وعمارات  وفلل ومولات وصالات بمئات الملايين وتسير في شوارعها سيارات دفع رباعي ذات الموديلات الحديثة والملايين العظيمة فيما الشوارع التي تطل عليها هذه القصور الفخمة وتسير عليها هذه السيارات الفارهة ترابية أو مليئة بالطين وأغلبها مكسرة ومليئة بالحفر وتحيط بها القمائم من على الجانبين وتطفح فيها مياه المجاري من البيارات  فأعلم أنها بلاد يحكمها الفاسدون ويديرها لصوص المال العام ويتاجر فيها أمراء الحروب والصراعات  أما سوقها فهي سوداء مزدهرة وخزائنها بالأموال والمليارات عامرة أما خزائن بنكها المركزي فهي بيضاء مقفرة  وأعلم أنها بلاد يزدهر فيها غسيل الأموال القذرة القادمة من كل حدب وصوب أما عامة شعبها فهو فقير وموظفيها بلا رواتب بسبب فساد الكبار الجالسين على الكراسي وخلف المكاتب المكيفة والغرف الفندقية .

 

إذاً فالجميع فاسدون من قمة الهرم إلى قاعدته لدرجة أن بعضهم ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك من أجل أن يحقق غاياته على حساب الفقراء والمساكين، ومن ذلك تصنع  الأزمات إلى البلاد، التي كان أغلبها منظما من قبل بعض رؤوس الفساد من أصحاب السلطة والنفوذ فالفساد في البلادنا  ليس كالفساد في غيره من الدول ولا يشبه بقية الفسادات من حيث الكم والوزن ولا من حيث الفاعل ولا من حيث النوع والأسباب ولا حتى من حيث الموقف منه، فالفساد في اليمن  لم يعد حالة استثنائية وإنما بات قاعدة معروفة لدى القاضي والداني .

 

القارئ الكريم  إن أصحاب الفساد يغرفون من خزائن البلد في السراء والضراء  بدليل لأنه لا يمر يوم واحد  دون أن يحمل أخبار فساد تطال مسؤولين حكوميين وغير حكوميين ولا تقتصر هذه المزاعم على التلاعب بالتوريدات الحكومية لكنها تمتد أيضا لتشمل ما يتعلق بالصحة العامة وأمن المواطن  وتعليم الأجيال ومستقبل الشباب وتطور البلد .. ثم بعد هذا كله يأتي عبقري ليقول لك: أين دليلك على الفساد؟بلاد يحكمها الفاسدون .