آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-09:04م

الفقراء ليس لهم مكانة ولا قيمة تذكر 

الأربعاء - 04 أغسطس 2021 - الساعة 11:47 ص

انور ثابت بن عبدان
بقلم: انور ثابت بن عبدان
- ارشيف الكاتب


إن تاريخ الفقر والفقراء تعني كتابة تاريخ البشر وتدوينه من منعطف البشر الغير مرئيين أو الذين لا صوت لهم في الحياة ولا قيمة لوجودهم ابدا وكأنهم مجرد آثار عابرة تركها الزمن للتاريخ  ليمر عليها البشر فيما بعد ليأخذوا لهم صورا تذكارية فيها .

اذا ينظر المتأمل إلى التاريخ قديما وحديثا يجد أنه لا يوجد للفقراء حضورا أو صوت  ولا مشاركة او بناء  بل ظلوا في ظلاما دامس  وفوارق متسعة بينهم وبين الأغنياء ، بل لم يرى لهم شهادات ميلاد تدون بنظام وقوانين الحوالات المدنية يوازيهم مثلهم مثل بقية شرائح المجتمع  بل وضعوا لهم قوانين وشروط صارمة وعنصرية تحتم عليهم البقاء في أماكن وقرى محدودة التجوال والتوسع .

نرى أنه وقديما بل وحديثا ضاع المصدر بل والمصادر في كتابة قصة هؤلاء الفئة بكل تقصيرا وعدم اهتمام لما مرو به من معاناة قاسية ، حتى انهم وقفوا على أبواب التاريخ بكل تودد وإلحاح لينقل الصورة الكبيرة لما حدث لهم حتى مطلع القرن المنصرم ليتم التعرف عليهم بل والأخذ لما هم فيه وعليه بشروطا جائرة وظالمة .

لم يكن التاريخ منصفا لهذه الشريحة بالقدر الكافي بل اكتفى بنقل سير وحكايات الملوك القتلة ، والأمراء المجرمين ،والحكام الظالمين  سواء في لهوهم وغيهم أو في عنفهم وظلمهم  او في ذكر سير القليل ممن حكم بعدل او انصاف .

لم يذكر الفقراء إلا في معرض الشفقة وطلب الإحسان ،وغالبا ما صوروهم لنا إلا كمصدر للفوضى وإثارة الشغب والفوضى في البلاد  فهم العوام الجهلاء  والدهماء الفاتنة  والرعاع الانذال والسفلة السقطاء  والغوغاء الحقراء ،والسواد المظلم  والهمج المخربين  .

أشاروا إليهم بالعور  وحذوا منهم الآخرين من خوف أو خطر ونادوا بصوت متكبر وعالي  اقتلوا هؤلاء المرتزقة ممن يريدون الشرر والضرر ، اقتلوهم ليبقى المجتمع نظيف وخالي من العفن ، فقتلوا منهم الكثير  وسجنوا الصغير قبل الكبير ،واغتصبوا عرض الشريف والعفيف  بوحشية وجرم فعلوا ما فعله فرعون بقومه  اذ هم طلبوا حقهم في الحياة  وتحسين معيشتهم في الدخل ، فحكم الحاكم بالإبادة ، ونفذ الجلاد حكمه  .

هكذا وضعهم وهذه قيمتهم في مجتمع ديمقراطي معقد ومتخلف لا يعطي للبسطاء مكانه ولا للفقراء اي قيمة .