آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-12:45م

الأمل والتفاؤل علاقة أزلية وقديمة 

السبت - 31 يوليه 2021 - الساعة 02:03 م

انور ثابت بن عبدان
بقلم: انور ثابت بن عبدان
- ارشيف الكاتب


 

إن العلاقة بين الأمل والتفاؤل علاقة أزلية قديمة  أزلية المنشأ والولادة بدأت منذ زمن طويل  فالتفاؤل شرط للأمل لا يتركه  والأمل مربوط بالتفاؤل لا ينحل عنه  فنحن عندما نتفاءل فلأن الأمل موجود بروحه الطاهرة  وعبيقه العطر الفواح  يأسر الخواطر بنور قدومه  ويجلب الفرح بإحساسه الهادئ  فإذا غاب الأمل عنا صار التفاؤل لا فائدة منه ولا وجود شح في الفرح  وقحط في الروح  وخراب في الإتزان  فإن الفرق بين الأمل والتفاؤل خيط دقيق ورقيق  إذ لا يفرق كثير من الناس بينهما بل ولا يفهمون الفرق الكبير بين كلا منهما .

 

  فالأمل هو الظن الحسن بدا بحسن الظن بالله الخالق المقدر لكل شيء ثم حسن الظن بأنفسنا والآخرين   بأنه لا يأتي من الله إلا خير  ولا يأتي من الآخرين إلا ما نعاملهم به  فالظن الحسن حسن الطوية والسريرة  منير القلوب والوجوه الكئيبة  فمن حسن ظنه حسنة نيته  ومن هنا يأتي التفاؤل  بأن الأمل ما يزال موجودا حي له قدر وفناء  فإذا كان أملنا ضعيفا هزيلا كان التفاؤل أضعف  وإن كان الأمل كبيرا كان التفاؤل كبيرا وعظيما  .

 

إن التفاؤل صفة نادرة لا يتحلى بها إلا البشر الانقياء ذوي القلوب البيضاء ، وإن الأمل لا يكون إلا صفة ملازمة لهم لا تفارقهم ولا تبتعد عنهم ، وإن المسلم من سلم قلبه لهاتين الصفتين وجعل منهم مناط حياته وسلوكه المتعامل بين الناس .

 

لذا نجد في أغلب الأحيان ان الإنسان المتفائل والمتمسك بالأمل  نجده يعتمد على هاتين الصفتين في علاقته بغيره من الأشخاص الآخرين  فيتمتع بعلاقات اجتماعية جيدة وناجحة  وغالبا ما تكون تلك العلاقة ممتدة لسنوات طويلة سنوات يبني فيها الأمل والتفاؤل على تراب الحياة الفاني ليؤسس من منطلق هذه الصفتين حياة الفرح والسرور  .

 

لذا فإن المتفائل هو الشخص الأكثر قدرة على خلق العديد من العلاقات الاجتماعية الناجحة بالآخرين ، وعندما تواجهه أية مشكلة في حياته فإنه يعتمد على تلك العلاقات في تلقي الدعم والمساندة له .

 

لا يزال كلا من التفاؤل والأمل هما الوسيلة الأكثر نجاحا والطرق الفعالة لحياة صحية وسوية  ونفسية سليمة وحياة اجتماعية متوازنة  فقد أصبحت من الأمور الأساسية في الحياة ، فلكل من يرغب في أن يعيش حياة خالية من المتاعب والهموم وتغلبات الأيام ، فما عليه إلا بالتفاؤل الدائم والتمسك بالأمل وبأن القادم هو أفضل بإذن الله  لذا أصبح التفاؤل بمثابة الطاقة الكامنة التي تدفع بالإنسان إلى حب الحياة ، الأمر الذي انعكس على المجتمع بأكمله .

 

بالأمل تستمر الحياة  وبالتفاؤل  يستمر المشوار .