آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-11:56م

ثعابين صالح المنفلته بحاجة الى راقص جديد .

الخميس - 29 يوليه 2021 - الساعة 02:54 م

غمدان ابواصبع
بقلم: غمدان ابواصبع
- ارشيف الكاتب


لم تكن مقولة صالح أن حكم اليمن لا يخلو من مراقصة الثعابين فهي ثعابينه الذي عمل على تربيتها لتكون عنوان لدمار شعب بعد رحيله وهي مقولة  كانت تحاكي واقع مرير ينتظر الإنسان اليمني في حال تمرد على نظامه ولم تكن مقولة صالح وهو يتحدث عن خطورة الرقص مع الثعابين  وحي سماوي بما ستؤول إليه اليمن وما يعانيه شعبها من مآسي وكوارث إذا انفلتت وإنما كانت نتاج عمل عليه طيلة حكمه  .

ورغم فساد نظام صالح المبني على المحسوبية والولاء السياسي لأنه كان يعمل على احتواء الجميع مستخدما الترغيب والترهيب اتجاه خصومة متخذا من الوظيفة العامة والمال العام وسيلته لشراء الذمم وهو ما مكنه من ترويض الثعابين  .

غادر صالح السلطة والحياة معا تاركا ثعابينه تلهو وتعبث بالشعب مستفيدين من شعب يعمه الجهل شعب يفتقر الى معرفة مصالحه.

 شعب يجد فن التطبيل معتبرا النظام السابق نظام نموذجي لا مثيل له .

متخذا من الواقع المرير الذي يعد نتاج طبيعي لنظام صالح الذي لم يكلف نفسه بناء مؤسسات  تؤمن بالدولة الوطنية لا بالولاء السياسي والحزبي متجاهلين أن الثعابين صالح هم المتحكمين بالمشهد السياسي اليوم  ولم يتغير  من نظامه شي  اننا نحكم بأدواته وما الحوثية الا احد تلك الثعابين.

بالفعل عجزت الثعابين أن تكون كصالح ما جعلنا نحن لايام حكمه بكل قساوته وظلمة لأنه ظل أفضل مما نحن عليه اليوم  .

 رحيل صالح عن السلطة تارك تعبانه الذي بدأ تمرده عليه  عام 2004 دون أن يدرك خطورة تمرد ثعبانه عليه مكتفي بمعاقبته بين الحين والآخر ولكنه لم يفكر بالقضاء عليه رغم انه يهدد المربي ونظامه تعامل معه بعقلية التهديد لخصومه من الثعابين الاخرى كفزاعة تركا له المجال لينمو ويزداد قوة  بينما ظل الثعبان يترقب الفرصة لقتل الراقص .

غاب عن تأدية عروضه الساخرة وهو يلهو بالثعابين هو ما يجب ان ندركه جميعا  ان القيادات الذي تهيمن على القرار هم رموز نظامه و من خلالهم  تمكن صالح من حكم اليمن طيلة 33عام حتى اليوم .

اننا نعيش إرث النظام نكتوي بنيرانها وهو ما اكده صالح نفسه محذرا الشعب ان رحيله لن يكون مصدر رخاء  وانما صومال آخر متوعدا أن يكون القتال من طاقة الى طاقة .

لم يكن حديث صالح مجرد تكهن وانما كان ضمن واقع ارد صالح ان يصل اليه الشعب ليكون حكمه في نظر الشعب أفضل ممن جاء بعده .

سلم صالح لنائبه علم بدون سلطة ليجد نفسها محاصرا في منزله فهو رئيس  لا يملك مصادر السلطة والنفوذ وتوجيهاته لم تغادر ادارج المكاتب معتبرين هادي ليس رئيس حقيقي وانما كمبارس يؤدي مهام معين لا أكثر .

تحالف صالح بالعلن مع مليشيات الحوثي وسخر نفوذه وإمكانيات الدولة لخدمة مشروعهم في سعي منه للانتقام من الشعب الذي خرج يوما يطالب برحيله.

وجد الشباب أنفسهم ضحايا تتناهشه الثعابين المتقاتلة وتمزق جثثهم عبر معاركها ومن نجا منهم يجد امامه الفقر والتشرد والحرمان وهو نتاج طبيعي للثورة فشلت في إدارة البلاد فخروج الشباب لم يكن ضمن رؤية سياسية ومشروع يعمل على تحقيق أولوياته وهي مدنية الدولة لتكون نتيجة تلك الثورة الرخوة دويلات دينية تشكلت ضمن هويات محلية ومناطقية لتتحول الى حرب تنهش الهوية الوطنية لدولة .

فهل سيأتي راقص آخر يمتلك قدرة صالح على إعادة تلك الثعابين إلى ساحة ملعبه  يراقصها ويجنب الشعب ويلاتها