آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-07:41م

الثقافة والمثقفون بين هدم وبناء  

الأربعاء - 28 يوليه 2021 - الساعة 12:16 م

انور ثابت بن عبدان
بقلم: انور ثابت بن عبدان
- ارشيف الكاتب


فى زماننا هذا وللأسف الشديد ضاعت فيه الثقافة المعتدلة ؛ والمثقفون المعتدلين ، فمن بين متعلم مثقف يفهم ويدرك كل شيء بفهمه المتحجر ؛ وبين متلقي فيلسوف لا يتجاوز تلقيه للثقافة مد نظره ، فاقفل فيه الفكر أبوابه بأقفال الأسف والحسرة ، وأغلق المفكرون نوافذهم بأقفال الحزن والأسى ؛ ليصبح للجهل مكانة بينهم ما بين ذهاب وعودة ، وللفشل ريادة يعلو عليهم ما بين إرتفاع وهبوط ، وللعاطلين منهم سيادة تصفو على قممهم بكل بلطجة وظلم ، وللعاجزين فيهم حضانة تسود على غيرهم بكل قبولا ورضا ، فضاع الزمان ما بين متعلم متكبر جهول يقيم الآخرين بفكره وعلمه ، وجاهل متطفل مغرور يتسابق على عجل للحصول على مكانة وزعامة .

إن افتقار البعض منا للثقافة والعلم والمعرفة لم يأتي من قلة الحصول على تدريس صحيح ؛ بل جاء بسبب تراكم تلقي العلم بطريقة خاطئة اضحت بكل نتائجها السلبية على الفرد والمجتمع في آن واحد  .

ان يصبح البعض مما أخذوا الثقافة المعقدة معول هدم للمجتمع ؛ امر خطير وكارثي ؛ وذلك من خلال اخذهم لها من طريق مظلم الرؤيا والوضوح ، ليكونوا أداة عابثة وفاسدة بأيدي متسخة العقل والفهم لمبادىء المجتمع المدني السليم ؛ وقيم العدالة الإجتماعية فيه المتمثلة بتعاليم إسلامنا الحنيف ؛ ليفقدوا أدنى سبل السلامة في طرح التخاطب مع الآخرين ؛ وأعلى درجات الأدب في التعاطي لكل المتغيرات المحاطة بهم ؛ فيكونوا بعد ذلك أداة جرم قاتلة وخطيرة تقضي بسطوته علمهم الجاهل على أبسط الحقوق والحريات العامة أو الخاصة  .

ان تجديد الخطاب الفكري والثقافي اصبح أمرا  ضروريا في وقتنا الحاضر ، وان تجاهل التعامل معه والأخذ بما يصدر منه ، ينذر بكارثة إجتماعية تمحق كل القيم والمبادئ القيمة  .

اذا اردنا ان نعالج كل السلبيات المتواجدة في مجتمعنا والمتجددة بشكل يومي لا بد لنا من وضع آلية وورشة عمل دائمة ، لتصحيح المفاهيم الخاطئة للعلم والفكر والثقافة ، بإنشاء دورات تعليمية وتدريبية للشباب بشتى الوسائل والطرق الإيجابية  .

في الختام تبقى الثقافة المتوسطة عنون بارزا للعقل المعتدل المتزن ، ويبقى الفكر المتوسط ظلا ظليلا لها ينير الحياة بكل علم ومعرفة واضحة .