الوطن يحتاج إلى أن يكون أبناؤه صفا واحدا كالبنيان المرصوص لبنة لبنة يشد بعضهم بعضا لحمايته ضد اي عدو غادر ، أو فئة فاسدة تريد ان تقضي على نهضته والسعي إلى عدم استقراره وخرابه ، فالوطن لا يريد الكلمات المنمقة ، ولا الخطب الرنانة ، إنما يريد القوة والحماية الفعالة من كل أبنائه بأن يفعلوا لأجله كل ما يستطيعون كي يكون دومًا في المقدمة وفي الصدارة ، بل ويطلب منهم أن يصونوه وأن يحافظوا عليه من هجمات الأعداء من الخارج والداخل وضعاف النفوس مما يتآمرون على أمنه واستقراره وسيادته ووحدة ترابه ليلا ونهارا ، وأن يدافعوا عنه بأموالهم وأرواحهم ودمائهم مهما كانت نتيجة الثمن فإن العاقبة شهادة وميلاد فجرا جديد .
فالوطن هو أغلى واثمن ما يملكه الإنسان ، وأعظم ما يجوب في خاطره بالحنين إليه حبا وعشقا بعد اغترابه وبعده عنه .
ان اساس الاستقرار والسكينة والطمأنينة لا تكون إلا في حضن وطن آمن ومستقر ، وإن زعزعة السكينة والطمأنينة لا تكون إلا في حضن وطن ينزف دما وجراحا على تفريط ابنائه له ، فرغم انه هو من يحافظ على كرامتهم وحقوقهم مع كل الظروف الصعبة التي يمر بها ؛ إلا أنهم يفتكون به خبثا ، ويقطعون وريده جرما ، بكل ضغينة وظلم وعداوة .
ان كثرة اعداء الوطن بعدد كثرة المنافقين فيه ، وان اضطرابات الأمن والإستقرار فيه لا تكون الا بسبب المتاجرة في اقتصاده وزهرة نموه ، فمن ألم فيه زادت معاناته عندئذ ولن تتوقف مهما كان الدواء بسقوط نظامه وقوانينه .
يبقى الوطن حرا بحرية أبنائه ، وتبقى سيادته بالحفاظ على أمنه والدفاع عنه .
عاش اليمن حرا أبي ، وعاشت الحرية ترفرف على جباله .