آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-10:36م

شبوة المقاتلة .

الثلاثاء - 27 يوليه 2021 - الساعة 08:02 م

عمر الحار
بقلم: عمر الحار
- ارشيف الكاتب


شبوة كغيرها من محافظات اليمن تقاتل في كل الجبهات ، ولكل مشروع قتالي لها اتباع واشياع ،وتوجهات وطنية وحزبية وحوثية وانفصالية، كفيلة بخلق الذرائع لكل الاطراف بضرورة القتال ، وتأسيس قناعة مسبقة بالموت في سبيل الانتماء للاهداف التي يؤمن بها كل طرف ، دونما وضع الافضيلة لهذه الكتل البشرية الملتهبة على تنقاضاتها ،او القيام بعملية مسح نوعي لخياراتهم التي تمثل دافعهم الاول للقتال ، لكن الملاحظ بان الوطنية هي الحلقة الاضعف او المفقودة في الحرب ان لم تكن هي الضحية الاولى لها ،نتيجة غيابها المتعمد في اهدافها الاستراتيجية المطالبة برؤوس الاسلام السياسي، والسني ،والشيعي ، والجهوي ، وظلت هذه المكونات الحزبية والمذهبية والقروية فاقدة لمظلتها الوطنية الممزقية على ضيق افقها القتالي وانحصاره على اشياعها والموالين بالانتماء لها،وكل منها ينشد النصر من رب العالمين ويحاول زراعة الموجهات الايمانية في نفوس مقاتليه وتعزيز معنوياتهم بها، وبمفاهيم دينية مغلوطة تتنقص من قيمتها الجهادية باخذهم بمقولات قتالنا في الجنة وقتالهم في النار ،
وهذه الميثولوجيا الدينية الباهتة ولدت نوع من الخذلان المعنوي لمقاتلي كل طرف بما فيهم ورثة العهد الماركسي القديم .

وكانت هذه السمات العامة لحروب شبوة في وجه مليشيات الحوثي والانتقالي سابقا ،لكنها قادمة على جولة اخرى من الحرب مع مليشيات صنعاء التي تمكنت في الايام القليلة الماضية من  اخضاع اجزاء من اول مديرية بشبوة لسيطرتها النارية بحسب مصادر محلية موثوقة ،

 ويتوقع ان تسير هذه الجولة من المواجهات المرتقبة بخطط قتالية مغايرة عن خطط حربها الاولى على المحافظة ، وقد تعتمد على مسارات ومنهجيات الاهداف التكتيكة لها، ومايترتب عليها من مخاطر التعجيل او التعطيل للحرب ، في حالة  صبغها بطابع قبلي محض سيكون له تأثيرات سلبية في مجريات الحرب ويومياتها ان لم تكن مثبطة لها على اكثر من صعيد ، وقد يدفعها ذلك للاستفادة من حرب المحافظة ضد مليشيات الانتقالي واختطاف النصر عليهم عقب تحييد قوات النخبة في اشد المديريات شراسة قتالية وقبلية ، وهي تمثل زمام سكاني وجغرافي واحد من بيحان حتى حبان وبامتداد لاكثر من ثلاثمائة وخمسين كيلو متر ،وحتما سيكون النصر في الجولة القادمة من الحرب لو قدر الله حليف لمن تمكن من الاخذ بادخال البعد الجيو سياسي لهذا الكيان القبلي القوي والمتماسك في حساباته،دونما اعتماد قيادة شبوة على ادواتها الحزبية في حروبها الاولى ضد مليشيات صنعاء وعدن او الاعتماد المطلق للموت بلباس الشرعية .

وعليها المبادرة في تغيير قواعد اللعبة القتالية من الان ،وقلب موازين قواها القبلية الضاربها لصالحها .