آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-07:30ص

آن الآوان للمثول لهيكلة شاملة وبناء جميع المؤسسات الخدمية بمستوى مسؤول

الثلاثاء - 27 يوليه 2021 - الساعة 04:03 م

د. بشير البشيري
بقلم: د. بشير البشيري
- ارشيف الكاتب


ما لا يدع مجالًا للشك أن هناك استغلالًا غير مبرر للوضع لإثارة الفوضى، وممارسة الفساد بشراهة، وتبادل التهم وتعدد التبعيات وتقديس المكاسب المشبوهة والاستئثار بها وتجسيد وغرس مفاهيم التمييز وبث الكراهية بين الشباب من جهات للأسف  نظنها صديقة وحميمة ، وتسلط في أهوائهم حب الذات والتفريط بالمكتسبات العامة التي عانينا طويلًا في سبيل الوصول إليها لكن  حسب المسلمات والإيمان بتطلعات الشعوب في تحقيق  الحريات والمساواة وتثبيت دعائم العدل، إن ما يحصل من اختلالات غير مبررة هنا وهناك ستنتهي قريبا،

 وعلينا جميعا أن ندرك أننا في مرحلة ثورة لم تنتهي بعد وإن ما يدور شيء مريب وبعيد عن الثوابت التي قامت الشعوب القومية لتحقيق كل ما تتطلع إليه وعلى ذلك نجزم قطعيًا أن استغلال الشعب لن يدوم طويلًا مهما تعددت الأكاذيب وتنوعت صور المتربصين به.

يجب علينا جميعا أن نضحي من أجل الوصول إلى أهدافنا ونتجاوز كل الأخطاء والعوائق والتصرفات التي قد تحصل من بعض القيادات من هنا أو هناك التي تتجاهل حساسية وضعنا السياسي ،الاقتصادي ،الاجتماعي والظروف النفسية للأفراد والجماعات في ظل تدهور العملة وتنامي الأسعار بصورة جنونية ما يقابله للآسف  انقطاع مفتعل للمرتبات وتعطيل الخدمات العامة،،

 إن تلك التصرفات الهوجاء لاتمثل إلا صنّاعها والمتعايشين معها.

إن الواقع اليوم بات ملبدًا بمشهد ضبابي لا يحتاج أبدًا إلى ممارسة  وتجسيد ثقافة التمييز بين  الأفراد والكيانات المجتمعية بل يجب دمج الأفراد بجميع المؤسسات العسكرية نظرًا لحساسية الوضع الراهن والمنعطفات المفصلية التي تمر بها البلاد التي تتطلب إجباريا القبول بالهيكلة  والمثول للتغير دون تلكؤ وتقبل ذلك بمستوى واعي ومسؤول

إن من يدعي الوطنية اليوم هو من يتحمل ويصبر ويضغط على نفسه من أجل سد اي ثقرات يدخل منها المتربصين من الداخل أو الخارج لتفريق الصف.       

إن مثل تلك الأعمال الدخيلة  ستحسب بدون شك لمن يجيد فن التعامل معها وفق برنامج تقصي المسببات ومعالجتها بصورة جذرية فالحسم العسكري ليس الحل الوحيد بل الأهم من ذلك عمل دورات شهرية للجنود  أي تفعيل دائرة التوجيه المعنوي داخل المعسكرات بمافي ذلك تفعيل قانون الثواب والعقاب والتي حتما ستصب في زرع المحبة والوئام والتعايش بين الأفراد ثم الجماعات في حينها ستسقط رموز المصالح الدنيئة التي قد تستخدم البعض من الشباب لاأغراض خاصة كوسائل ضغط لتغطية جرائمها التي ما ظهر منها يثير الخجل وما خفي منها يثير التعجب!!

 فلا بد اليوم من الوضوح أكثر طالما لم يعد شي نختلف عليه وما دام الهدف قد رسم جليًا بمنحنى أفقي فعلينا جميعًا أن نكبر مهما كانت التداعيات الشخصية التي ستنهار قريبا ما دامت مقترنة بالأنانية وحب الترف الزائل مهما تنوعت صوره وأشكاله

إن الرجال الأوفياء سيظلون أوفياء مهما تعددت المغريات وتعسرت الظروف فلا سبيل أمامهم للتلكؤ والسماح للسفينة أن تبحر خلاف الطريق المنشود الذي رسم مسبقا فقد حان الوقت لمكاشفة من يعملون خلاف تطلعات الشعب والذين أصبحوا معضلة فوق المعضلات السابقة في تعطيل الخدمات وشرعنة الفساد وخلق الفوضى وتقديس المفسدين وتلميعهم بحجة (الوضع ما يسمح  للتصحيح) وهذا هو الفشل بحد ذاته

 مانرجوه هو الدعوة العاجلة لكل من القيادة والشعب أن يصحوا من سباتهم العميق فقد حان الوقت لملاحقة المفسدين وتجفيف منابع الفساد وبناء جميع المؤسسات، كفى هدرًا للوقت وتضييع  الفرص وكيل التهم التي سئمت عامة الناس منها٠

من المعلوم أن الإستراتيجات قد رسمت وإن كانت متاخرة ويجب مراجعة الإخفاقات وتقييم العمل المدني والعسكري ورسم متطلبات الحاضر والمستقبل قبل فوات الأوان