آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-02:35م

أنا يا هيام مثقل بهمومي

الإثنين - 26 يوليه 2021 - الساعة 10:38 م

يحيى الأحمدي.
بقلم: يحيى الأحمدي.
- ارشيف الكاتب


 

لدي صديقة تونسية من حركة النهضة، تعارفنا منذ فترة عبر نافذة التواصل الاجتماعي( فيس بوك) ، ثم نزحنا إلى نافذة الواتساب، واستمر تواصلنا الأدبي، على أمل أن يجود الزمن برحلة إلى تونس، وحتى اللحظة لم يسمح الزمن ولم نلتق بعد:

 

سألتني قبل قليل: ما رأيك بما يحدث في تونس؟ وهل أنت مع قرارات الرئيس، أم ضدها؟

 

قلت لها: اعذريني يا هيام فأنا مثقل بوطن يغرق في الضياع، لو وزعت مآسيه على الكرة الأرضية لما اتسعت.. صحيح، بيننا من الود ما يجعلني أحب تونس وأهل تونس، ولكني أعد ما يحدث هناك شأنا تونسيا لا علاقة لي به..أصبح لدي من الوعي يا هيام ما يجعلني مقتنعا أن لكل دولة سيادتها وشأنها، والشعب التونسي أقرب من واقعه، ويعي مصالحه، ومن الغباء حشر أنفي في شأن أي دولة..والمواقف الرسمية عادة ما تعبر عنها الحكومات..

 

ثم علقت على دهشتها هذه ؟! 

نعم، أنا مشغول يا هيام بوطني الذي يمر بأسوأ ظرف وأعقد مرحلة. ويستحق كل إشفاق العالم وتعاطفه..فإياكم أن تصلوا إلى الحالة اليمنية؛ لقد أضعنا وطنا بكل مقوماته، وغرقنا في افتعال المعارك الجانبية، والكيد السياسي الرخيص.وفتح منافذ جديدة للشقاق، ونبش جروح الماضي..

 

بعد 7سنوات يا هيام من الحرب، أصبحنا أيتاما في ظل غياب الدولة وانهيار مؤسساتها، وأصبح المواطن اليمني غريبا في وطنه، محروما من حقه في التعليم والرأي والتملك والسفر أو الانتقال حتى من محافظة إلى أخرى..فثمة ٣٠ مليون مواطن يعيشون تحت رحمة الموت، تنهشهم ويلات الحرب، ويتربص بهم الفقر والنزوح، وتتقاذفهم الكوارث الطبيعية والمصطنعة..

 

نحن يا هيام لدينا قضية أكبر من سعيدكم وراشدكم، قضيتنا أكبر من الأحزاب والأيدلوجيات والحركات والتوجهات، ومستعدون في سبيل نيل حرية التنقل فقط أن نلغي ذواتنا..وليس لدينا يا هيام معركة مع أحد غير معركة استعادة الدولة..

 

تفهمت هيام موقفي وقررنا استمرار الصداقة وتبادل الرسائل والشعر والنصوص الأدبية..باستثناء الخوض في السياسة العابرة للقارات..

 

يحيى: شكرا هيام على تفهمك..

هيام: إلى اللقاء د. يحيى.