المنعطفات التي مر بها وطننا كثيرةً جداً تتكرر في حيز زمني قصير وهذه الدورات المتكررة تأتي في شكل ملهاة وتنتهي بمأساة خلال كل عقد من الزمن لا يتجاوز مدته عشر سنوات ... وكل منعطف له أسبابه ومبرراته وابطاله من مختلف شرائح المجتمع الذين يشاركون في فصول الملهاة وحتماً يكونوا من ضحايا المأساة بصورة تراجيدية مع ما تتركه نتائجها من ويلات على الوطن والمجتمع بشكل عام.
مؤسف حقاً ان كل تلك المنعطفات في اغلب محطاتها واحداثها مؤلمة جداً بل كارثية على أهلنا ووطننا.. ولكنها تترك للأجيال القادمة عبَراً ودورساً قد يستفاد منها.. العبَر تلك تحفظ في الذاكرة الجمعية للمجتمع وتتنوع حوافظها في المزاج الشعبي.. ومن أهمها اقوال المفكرين وقصائد الشعراء.
اليوم في هذا المقال امامنا منعطف جرت احداثه قبل نهاية سبعينات القرن الماضي.. كانت بداياته ملهاة بين الرفاق (قيادة الجنوب آنذاك) تطورت الملهاة الى حماقات وتعصب للراي واستقطاب انتها بمأساة يان منها الجنوب حتى اليوم.. سَجلها الشاعر المبدع المرحوم سالم علي حجري في قصيدة هجائية نقدية رائعة قدم نصائح عبرها بعنوان ((مهم مهم قلنا وكررنا مهم)) اداها ولحناها الفنان الشعبي المرحوم فيصل علوي.
الليلة مثل البارحة الحماقات والتعصب للراي والكبرياء والغرور راكب على رؤوس عدد من أبناء الجنوب في هذه المنعطف الخطير حالياً الذي أدى ذلك الى تمزيق الممزق ودمر البيت من ساسه (الجنوب) وتكررة المأساة وبشكل اسوا من الماسي التي قبلها.
وتذكيراً بنصائح (الحجيري) من خلال الابيات التالية: -
مهــم مهـم قلــنا وكـــررنا مـهم
وفــوش راجعنــاه لكـن ما فهــم
كم نصحناه والخبر كـــله معـــاه
وكـان يتحامــق وماشـــي يلتـزم
قلنا له ان الجرح يشفيه الــــدواء
ولا لقـي اهـمـــال يتعــفـن يـــرم
والبيت من ســاسه ومنــه قوتـــه
إذا ضعف ساسه مصــيره ينهدم
وفوق هذا ما رضي يسمع كلام
بالحـمـاقة كــل ما قـالـه يــتـم
واليوم لما الشرخ في المبنى ظهر
ويوم شاف الشرخ في المبنى ندم
وبعــد ما حاول يبئ بــاء يلـحمه
ووســعه مــن حيث ضـنه يلتـحم
اليوم يتسع الشرخ ويتمدد في العرض والطول والمبنى تهالك وايل للسقوط (والجرح تعفن)
(وفوق هذا ما رضي يسمع كلام.. بالحـمـاقة كـــــل ما قـــلـه يــتـم)
ان أبناء شعبنا واضعين اياديهم على قلوبهم إذا استمروا الحمقاء على وهم القوة والاتكاء على الأجنبي حتماً سينهار المبنى وعلى رؤوسهم اولاً ...
(مهم مهم قلنا وكررنا مهم)
