آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-08:22م

الفقيد التربوي القدير شوقي العاطفي وفاء وتقدير في عزائك الكبير

الأحد - 25 يوليه 2021 - الساعة 12:04 م

ابراهيم العطري
بقلم: ابراهيم العطري
- ارشيف الكاتب


بالامس ودعنا التربوي القدير شوقي محمد احمد هواش العاطفي نجل مدير عام مكتب رعاية أسر الشهداء والمناضلين بمحافظة لحج الشيخ محمد احمد هواش العاطفي هذا الهامة الوطنية الذي برز معلما في منطقة نائية تفتقر إلى أبسط المقومات الأساسية حتى أضحى أسطورة في تدريس ابناء القرية لينتج جيلا متسلحا بالعلم والمعرفة والثقافة والمعلومات العامة.

الاستاذ شوقي محمد العاطفي كان مثالا يحتذى به في الهمة والنشاط والحيوية والعزيمة والإصرار على تنفيذ مهامه العملية بحنكة واقتدار.

هذا المعلم الذي استطاع أن يبني لقريته صرحا علميا رائعا بعد أن اسهم في رفع مستوى الوعي لدى الشباب وحثهم على أهمية التعليم ومكانته في الحياة حتى أنتج جيلا ذات مكانة رفيعة في منطقته الريفية ليشد بعدها  رحاله الى المدينة.

ومع أن المعلم شوقي العاطفي كان قد مكث سنوات خارج قريته إلا أن الوفاء للاهل ومواسم الزيارات العيدية أجبرته العودة لأهله  ليقضي إجازة العيد ضمن افراد اسرته الكريمة ممثلة بوالديه وإخوانه  وأبناء عمومته.

ومع فرحة عارمة استقبله الأهل والأصدقاء والأحبة مبادلين بعضهم البعض  تهاني العيد السعيد مع تبادل الهدايا وتناغم المشاعر بالحب والعطاء.

فمن الاحتفال بالعيد وتبادل الزيارات الى الاحتفاء بالاعراس  الجماعية بين أبناء العمومة الفكرة الجوهرية التى  غابت كثيرا عن مجمتعنا.

لقد شاء الله ان يحتفل التربوي القدير بعرس نجله وعدد من أقاربه في قريته وكله شغف لرؤية أهله وذويه ومحبيه وهم يحتفلون بهذا العرس الجماعي المشرف.

احتفل واحتفلوا معاً وقضوا يوم تاريخي  بهيج عاشوا خلاله اسعد لحظاتهم وتبادلوا فيه   التهاني العيدية  مباركين  لأولادهم الحياة الزوجية.

لقد كانوا سعداء بلقاء بعضهم البعض بعد غياب وكانوا اسعد بوصال بعضهم البعض بعد تباعد.

الا ان الحقيقة المرة تلك كانت عنوان  لحظات وداع وطريقة مثلى للمعلم العاطفي في إيصال الفكرة الجوهرية الى الشباب لإعادة  اواصر المحبة والسلام بين أبناء العمومة.


فلم يكن في الحسبان أن تتحول الافراح الى احزان وان يتحول العرس الى مأتم.

وانما تلك طبيعة  الحياة و سنة الله في خلقه فالموت حق وكلنا راحلون من على هذه الدنيا ولم يبقى لنا الا الأثر الطيب.


فلم يكن من رحلة التربوي القدير شوقى لقريته صباح يوم الخميس  إلا رسم خارطة طريق نحو بناء استراتيجيه جديده لأولاده  الصغار للحاق بركب الحضارة والتقدم والازدهار.

 ليرحل بعدها والى غير رجعه بعد أن وضع بصماته الجميلة في مسقط رأسه.

 رحل  المعلم العاطفي إلى دار القرار  صباح يوم  الجمعة اثر حادث مروري مروع بعد أن قضاء يوما ممتعا في قريته بالصريح  ولسان حاله يقول  وداعا اهلي وناسي وعذرا أن تحول افراحكم الى مأسي فالحكم لله فهذا مهنئاً وذاك مواسي.

اما الاجمل من ذلك نسبة التوافد الكبير الذي شهدته بلدة الصريح أثناء تشييع جثمانه  الطاهر لمقبرة (الضحاك) ذلك المشهد المهيب الذي لم تشهده البلدة في سابقتها.

فلم ارى مثيلا  لذلك الحضور الجنائزي المهيب  الا لحظة وداع الفقيد البطل عبدالولي محمود الصبيحي رحمه الله تعالى.

وكم كان توافد القيادات العسكرية والأمنية والشخصيات الاجتماعية لصالة العزاء عظيما  مما يدل  عن حجم الوفاء والتقدير والاحترام لهذا الهامة الوطنية الذي افنى حياته في خدمة المجتمع.


فبالرغم من عدم لقائي بهذا  الشبل المقاوم انما من خلال متابعتي لادوارة العملية في مجال عمله ووجوده في قسم التجهيزات المدرسيه بالمديرية والتماس الأنشطة والفعاليات تجد بأنه النموذج في الاداء والتميز.

توافد العشرات من معارفه ومعارف والده الشيخ محمد العاطفي كان  رافدا معنويا  لاأهله وذويه وحافزا لمن هم على شاكلته  لشحذ الهمم لبذل المزيد من الجهد والمعروف حتى يهدي ثماره.

ولا يسعني في مسك الختام الا أن أتقدم بخالص التعازي وصادق المواساة القلبية لأسرة الفقيد ممثلة بوالده وأخوانه واولاده وكافة أهله وذويه ومحبيه  كما مع جزيل الشكر والتقدير والاحترام لكل من شارك التشييع واداء واجب العزاء  لقد اثبت الاوفياء حقيقة وفائهم  وتلك مواقفهم ستظل  محفورة في الوجدان.

 

~كتب ابراهيم العطري في٢٤يوليو٢٠٢١م~