آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-01:42ص

لعل الله يخلق من أصلابهم نجباء ...

الخميس - 22 يوليه 2021 - الساعة 09:05 م

د. عوض احمد العلقمي
بقلم: د. عوض احمد العلقمي
- ارشيف الكاتب


كان لي صديق جمعني به  الجوار والصداقة  ، وقد رزقه الله فوق العشرة من البنين ، منهم سبعة ذكور ، ولما بلغوا من العمر السن القانوني للالتحاق بالمدرسة ، كان يستلفت نظري أن أولاد الحي يذهبون صباحا إلى المدارس كلهم ماعدا أولاد صديقي ، فسألته : لماذا لاترسل أولادك إلى المدرسة ؟ قال : إنهم لايحبون الدراسة ، ثم أردفت بالقول : ولكن ألا يحز في نفسك أن ترى أبناء الحي يذهبون كل صباح إلى مدارسهم وأولادك يتسكعون في الحي ؟ قال : بلى ولكن كل محاولاتي لإقناعهم بأهمية العلم قد باءت بالفشل ، أجل ياصديقي ....ولكن مارأيك تشتري لهم شيئا من الماعز والضأن وتتركهم يرعونها لعل ذلك أجدى من بقائهم على هذا الحال ، وهذا أيضا قد فعلته ولكنهم أخفقوا فيه ، الأمر الذي جعلني أجمعهم وأقول لهم : اعلموا يا أولادي أنني راحل  عن الدنيا وأنتم ستصبحون خدما لساكني هذا الحي فضلا عن أنكم ستجلسون على أبواب دواوينهم لتلتقطوا مخلفات أغصان القات وتأكلوها وكذلك إلى جانب الباعة  والمشترين لعلهم يتصدقون عليكم بشيء أو تظفرون بالتقاط مخلفات سجائرهم وماتبقى من الفضلات في أكوابهم ، واختتمت وصيتي لهم بالتضرع إلى الله أن يقبض روحي قبل أن أراهم يتسولون الناس أو يبتاعون أنفسهم بأثمان بخسة للحصول على القوت الضروري......أهاه يبدو أنك ياصديقي قد سلكت الطرق كلها فأخفقت في توجيه أبنائك نحو سبل النجاح ... أجل يا أخي ولكن ماذا لو سمعت الآن مني ؟ لابأس عليك ياصديقي قل مابدا لك : هل تظن أن من يذهبون إلى دور العلم في راهننا هذا سيفلحون ؟ افصح ياصديقي فهل تظن أن قاصد العلم لن يفلح ؟ كلا يا أخي ليس ذلك ماقصدت ، فطالب العلم لن يخيب ظني فيه أبدا ، وأنا على يقين من فوزه وفلاحه ، ولكن ما أريد أعرفه منك ، هو هل كل من يذهب إلى المدرسة أو الكلية - رغبة أو رهبة من ولي أمره - ثم يعود للنظر في وسائل التواصل الاجتماعي من الظهر إلى الفجر ويستمر في فعل ذلك في عطلة الأسبوع وإجازة مابين الفصلين الدراسيين وإجازة آخر العام يعد من طلبة العلم المفلحين ؟

أهاااااه حقا ياصديقي لقد وضعت النقاط على الحروف بسؤالك هذا بل ورميتني في بحر من الهم يصعب الخروج منه ....إن هذا ياصديقي هو الهم الذي يؤرقني صباح مساء إذ لم أجد من طلاب العلم في الزمن الراهن من يقرأ كتابا في منزله أو من يقوم حتى بحل واجباته بعد عودته من المدرسة إلا من رحم ربي !!!!!!

ومن هنا فإني أقر بأن هؤلاء ليسوا طلاب علم ولن يكون لهم نصيب في بناء مستقبل أمتهم وبلادهم وإنما سيظلون عالة على الأمم وسيقتاتون ببيع أوطانهم ويتخلون عن هوياتهم ...

فحسبك ياصديقي إذ لم يعد الأمل كبيرا  في هذا الجيل ، غير أننا يجب أن نتضرع إلى الله بالدعاء لعله يخلق من أصلابهم نجباء يستعيدون أمجاد هذه الأمة ويصنعون مستقبلها ........